أثارت صورة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي وهو يقف بمفرده على هامش اجتماع زعماء حلف شمال الأطلسي "الناتو" في ليتوانيا الكثير من الجدل والتفاعل على منصات التواصل الاجتماعي.
وبدا الرئيس الأوكراني وحيدًا وسط الحضور الكثيف، فيما انهمك زعماء الحلف في تبادل الأحاديث والضحكات، وتركوه بمفرده أثناء التقاط المشهد المعبر، كما لو كان يعبر عن الإحباط الذي تعيشه كييف من جراء بطء وإطالة أمد مفاوضات انضمامها لحلف "الناتو".
ويدرك "زيلينسكي" المأزق الذي تعيشه بلاده بمفردها في محاولتها لصد الهجمات الروسية التي لا تتوقف على أراضيها منذ فبراير من العام الماضي، فضلاً عن الموقف السلبي العام من انضمامها لحلف شمال الأطلسي، وهو ما عبّر عنه بوضوح قبل أيام بتغريدة قال فيها: إن "عدم الوضوح هو ضعف"، وأضاف أن عدم تحديد إطار زمني متفق عليه لانضمام كييف للحلف، يعني أن عضوية بلاده يمكن أن تصبح ورقة مساومة في النهاية.
وحاول الرئيس الأوكراني خلال مشاركته في قمة دول "الناتو" التي جرت في العاصمة الليتوانية فيلنيوس دغدغة مشاعر أعضاء الحزب، وحثهم على الموافقة على انضمام بلاده، بقوله إن: "الناتو سيمنح أوكرانيا الأمن، وأوكرانيا ستجعل الحلف أقوى".
وعلى الرغم من ذلك، فإن رغبة كييف تصطدم بالمادة "الخامسة" من الوثيقة التأسيسية للحلف، والتي تشير إلى أن أي هجوم ضد أي دولة في الحلف يعد هجومًا ضد كل دوله؛ وهذا ما يفسر رفض الحلف وعلى رأسه الولايات المتحدة لانضمام أوكرانيا، خشية الدخول في صدام مباشر مع الدب الروسي.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال القمة: "إن قادة حلف الناتو اتفقوا على أن تكون أوكرانيا عضوًا بعد الحرب". إذ قالت دول الناتو إن أوكرانيا يمكنها الانضمام إلى التحالف العسكري "عندما يتفق الحلفاء ويتم استيفاء الشروط".
وتخشى الدول الأعضاء من تحول التوترات بين كييف وموسكو إلى حرب عالمية نووية تأتي على الأخضر واليابس في حال انضمام أوكرانيا إلى الحلف، أو إطالة أمد الحرب على أقل تقدير، إذ إن تلك الخطوة تواجه رفضًا روسيًا صريحًا.
وعوضًا عن ضم أوكرانيا للحلف، تعهد أعضاء "الناتو" بتقديم دعم عسكري لكييف يمتد إلى سنوات، بيد أن التعهدات الأمنية الغربية قد أخفقت في الماضي في ردع موسكو عن الاشتباك مع كييف في مناسبتين حتى الآن.
وأثارت اللقطة تعليقات وردود فعل واسعة على المنصات الاجتماعية، إذ علق أحد المغردين، بقوله: "إنها اللحظة التي أدرك فيها زيلينسكي أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ضحوا بأوكرانيا من أجل استنزاف روسيا".
فيما نشر مغرد آخر الصورة، وكتب معلقًا عليها: "سيتخلى حلف الناتو عنك ويخونك تمامًا كما فعل في أفغانستان".
ووصف أحد المغردين الصورة بأنها تعبر عن العد التنازلي لانتهاء فترة الرئيس الأوكراني، قائلاً: "بمفرده مرة أخرى، وهذا هو طبيعة الحال. يقترب بسرعة اليوم الذي سيختبر فيه زيلينسكي تجربة القذافي وصدام حسين. لقد أصبحت أيامه معدودة".
وعلق مغرد رابع: "دفع الناتو الرئيس الأوكراني زيلينسكي لمحاربة الروس.. وأداروا ظهورهم الآن كما هو موضح في هذه الصورة".