"المولود يعرف أمه".. دراسة: أدمغة حديثي الولادة مُهيأة للتواصل الاجتماعي بمعرفة الوجوه والنظرات والكلام

"المولود يعرف أمه".. دراسة: أدمغة حديثي الولادة مُهيأة للتواصل الاجتماعي بمعرفة الوجوه والنظرات والكلام
تم النشر في

كشفت دراسة بارزة أجرتها جامعة ييل الأمريكية أن شبكة في الدماغ تُعرف بدعمها للقدرات الاجتماعية – "مسار الإدراك الاجتماعي" – تكون نشطة بالفعل عند الولادة، مما يُشير إلى أن العمليات الدماغية التي تدفع المولود إلى الاهتمام بالوجوه والمشاركة الاجتماعية تبدأ في تشكيل نمو الأطفال منذ أيامهم الأولى.

والدراسة، التي نُشرت نتائجها في مجلة "الطب النفسي البيولوجي: العلوم العالمية المفتوحة"، استخدمت بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي المتقدمة من مشروع تطوير الوصلات العصبية البشرية، متتبعةً الأطفال من الولادة وحتى بلوغهم 10 أشهر.

ويشمل مسار الإدراك الاجتماعي مناطق الدماغ المتخصصة في معالجة الإشارات الاجتماعية البصرية مثل الوجوه، والنظرات، والكلام.

وتُشير الباحثة الرئيسية كاتارزينا شاوارسكا، الحاصلة على درجة الدكتوراه، إلى أن "المواليد الجدد يُظهرون بالفعل تفضيلًا للوجوه والنظرات"، وهو ما يظهر في ارتباط المولود بأمه والمحيطين القريبين منه بشكل دائم.

ونقل موقع "ميديكال إكسبريس" عن الباحث الرئيسي داستن شينوست، الحاصل على درجة الدكتوراه، قوله: "وجدنا أن الاتصال داخل هذه الشبكة كان قويًا للغاية في غضون أسبوعين من الولادة. لم يُلاحظ هذا الاتصال القوي لدى الرضع العاديين فحسب، بل لوحظ أيضًا لدى الرضع الأكثر عرضة للإصابة باضطراب طيف التوحد، مثل أولئك الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة به".

ووجدت الدراسة أن الأطفال الذين يتمتعون باتصال مبكر أقوى في مسار الإدراك الاجتماعي أمضوا وقتًا أطول في التركيز على الوجوه في عمر أربعة أشهر، وهو ما جعل تواصلهم الاجتماعي أكبر بحلول عمر 18 شهرًا.

وكما توضح شاوارسكا:

"يشير هذا إلى أن عمليات الدماغ القشرية التي تؤدي إلى الاهتمام الاجتماعي من المرجّح أن تكون نشطة بعد الولادة بفترة وجيزة، وتضع الأساس لتنمية مهارات المشاركة الاجتماعية".

وتوفر هذه النتائج علامات حيوية مبكرة لاكتشاف خطر الصعوبات الاجتماعية والتوحد. ويعمل فريق البحث الآن على توسيع نطاق دراسته بمتابعة مجموعات أكبر من الأطفال، لتعميق فهم كيفية تأثير التوصيلات الدماغية المبكرة على النتائج الاجتماعية اللاحقة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org