أفاد أخصائي الجلدية في مستشفى الإمام عبدالرحمن الفيصل الدكتور شريف أحمد، بأن الأكزيما مسمى عام لبعض أنواع الحساسية التي تصيب الجلد تتراوح أعراضها بين جفاف جلدي واحمرار للبشرة، وقد تتسبب بفقاقيع مائية صغيرة وقشور مصاحبة لها حكة شديدة، بعضها يحدث بسبب عوامل وراثية والآخر مكتسب.
وقال د. "شريف": تصيب الأكزيما جميع الفئات العمرية وغالبًا تظهر عند الأطفال، ولم يحدد سبب دقيق لحدوثها حتى الآن، ولكن قد يكون مزيجًا من العوامل الوراثية والبيئية بالإضافة إلى أنها تأتي بصور متنوعة تختلف من شخص لآخر، وقد يصاب الشخص بأكثر من نوع في الوقت نفسه، وتُعد معرفة نوع الأكزيما ومهيجاتها أفضل وسيلة لبدء العلاج والتحكم بها.
وأضاف: للأكزيما نوعان داخلية المنشأ وأخرى خارجية المنشأ "تلامسية"، وتنقسم الأكزيما الداخلية لعدة أنواع منها "أكزيما الالتهاب البنيوي" وهي حالة شائعة تصيب الأطفال في سن مبكرة تبدأً من الأربعين يومًا الأولى من العمر وتستمر لعدة سنوات، من أعراضها احمرار في الخدين وتكوّن قشور وحويصلات مائية مصاحبة بحكة، وتختفي في الغالب قبل سن الدراسة، بينما "الأكزيما الدهنية" حالة شائعة تصيب فروة الرأس غالبًا أو المناطق الدهنية بالجسم "مثل: الأنف، والأذن، الرموش والحاجبان، والصدر"، وتسبب احمرارًا وحكة وقشرة، وعند الرُّضع قد تسبب بقعًا قشرية بالرأس.
وأردف: أكزيما خلل التعرق "الأكزيما التعرقية" غالبًا ما تظهر على شكل فقاعات صغيرة تصاحبها حكة بالجلد، وأكثر أماكن ظهورها شيوعاً هي أصابع اليدين والقدمين وراحة اليد وأخمص القدم. وهنالك الأكزيما القرصية فهي مشكلة جلدية تؤدي إلى ظهور تقرحات على شكل أقراص حمراء متقشرة تسبب حكة أو حرقة بالجلد.
وتابع: النوع الثاني للأكزيما هي التلامسية "خارجية المنشأ" وتحدث نتيجة ردة فعل الجهاز المناعي تجاه لمس بعض المواد المهيجة للجلد، مما يسبب احمرارًا وحكة بالمنطقة، وتنقسم إلى قسمين تحسس تلامسي وهذا يحتاج إلى التعرض لفترة طويلة ومتكررة للمادة المحسسة والنوع الآخر تحسس تلامسي تسممي وهذا يظهر مباشرة بعد التعرض للمادة المحسسة ويكون شديدًا وعلى شكل فقاقيع جلدية كبيرة.
وقال د. "شريف": "الأكزيما الركودية" تحدث عند الأشخاص المصابين بضعف في الدورة الدموية، وتظهر في إحدى الساقين أو كليهما، ومن النادر ظهورها في مناطق أخرى، ويعد انتفاخ الكاحل الذي يختفي عند النوم ويظهر خلال اليوم أول علامة على ظهورها.
وأضاف: أعراض الأكزيما تتراوح شدتها من بسيطة إلى شديدة، وتختلف اختلافًا كبيرًا من شخص لآخر، ولا بد من زيارة الطبيب المختص للتشخيص عن طريق فحص البشرة ومراجعة التاريخ الطبي للمريض في حال تسببت الأعراض في منعه من أداء روتينه اليومي، أو عند رؤية آثار العدوى "خطوط حمراء، إفرازات من الجلد، قشور صفراء" إضافةً إلى استمرار ظهور الأعراض على الرغم من العناية بها وذلك تجنباً لحدوث المضاعفات التي قد تتطور إلى إمكانية الإصابة بالعدوى البكتيرية والفيروسية، بالإضافة إلى الاستيقاظ المتكرر بسبب الحكة الذي قد يؤدي إلى مشاكل في النوم.
وأفاد أخصائي الجلدية بأنَّ معرفة نوع الأكزيما ومهيجاتها هي أفضل وسيلة لبدء العلاج والتحكم بها كي لا تعوق الحياة الطبيعية للشخص، وكونه قد يتطلب وقتاً كافياً لتظهر الاستجابة للعلاج، موصياً باستخدام الكريمات المرطبة الخالية من العطور للحد من الحكة والالتهابات.
وأكد د. "شريف" ضرورة اتباع إرشادات الطبيب عند استخدام أدوية مكافحة العدوى والعقاقير المضادة للحكة عن طريق الفم، وتجنب مهيجات الجلد كبعض أنواع الصابون، وبعض الأقمشة، والكريمات، والحرص على ارتداء الملابس القطنية وتجنب الصوف والأقمشة الاصطناعية وتجنب الحكة قدر المستطاع.
وصححت الإدارة العامة للتثقيف الإكلينيكي في وزارة الصحة الكثير من المفاهيم الخاطئة بشأن ما يتداوله البعض أن مرض الأكزيما معدٍ، موضحةً أن ذلك ليس صحيحًا ولا يمكن انتقالها من شخص لآخر، وصححت أيضاً المفهوم الشائع بشأن الاستحمام لفترة طويلة بماء يعالج الأكزيما.
وكشفت أن الماء قد يكون أفضل وسيلة للمعالجة إذا تم الاستحمام بالماء الدافئ واستخدام منظفات لطيفة على البشرة، وتجنب فرك الجسم بالمناشف الخشنة والليف القاسية أثناء الاستحمام، كذلك ضرورة ترطيب الجسم بالكريمات المناسبة بعد الانتهاء مباشرة.