3 سنوات على كارثة "مرفأ بيروت".. والجاني لازال غير معلوم!

تاه ملف القضية في دهاليز السياسة وبات طي النسيان

قبل ثلاثة أعوام استيقظ العالم على وقع انفجارات هائلة في مرفأ بيروت عاصمة لبنان، تلك الكارثة التي ألحقت الخراب والدمار في المدينة الفاتنة، وكأنما تعرضت لقصف جوي شديد، أو ألقي عليها قنبلة نووية، فقد ظهرت البيوت مهشمة، والمباني متداعية، والسيارات محترقة، والقتلى والجرحى يفترشون الطرقات، بينما تصاعدت خيوط الدخان تصاعدت كل حدب وصوب في العاصمة اللبنانية الحزينة في مشهد سريالي مؤلم.

ثلاث سنوات هي عمر الكارثة اللبنانية، التي تسبب فيها اشتعال نحو 2750 طناً من مادة نترات الأمونيوم شديدة الانفجار كانت مخزنة بشكل عشوائي في أحد عنابر المرفأ، ما أودى بحياة أكثر من 220 شخصاً، إضافة إلى الآلاف المصابين والجرحى والمفقودين.

تركت الكارثة المؤلمة البلاد على وقع أزمات، وانهيار غير مسبوق، وتفاقهم للتردي الاقتصادي، ومستدعية للعدالة التي عرقلتها الكثير من الظروف المحيطة بالبلاد.

من الجاني؟

ثلاث سنوات ولازال الجاني غير معلوم، فقد تاه وضاع في دهاليز السياسة، وبات الملف طي النسيان، وتضائل الأمل في العثور على الحقيقة، ومحاسبة الجناة.

وعلى الرغم من مسارعة السلطات اللبنانية إلى محاولة كشف الحقيقة خلف الانفجار، وذلك بتعيين المحقق العدلي فادي صوان للتحقيق في الملف، والذي بدوره ألقى بالاتهام على رئيس الوزراء السابق حسان دياب وثلاثة وزراء سابقين بتهمة "الإهمال والتقصير والتسبب بوفاة وجرح مئات الأشخاص، إلا أن الضغوط السياسية كانت أكبر منه، ما استدعى تنحيته مطلع عام 2021، وتعيين محقق آخر.

ولم يكن حظ المحقق التالي أفضل، فقد وجد خلفه طارق بيطار الكثير من الصعوبات والمضايقات، بعد أن حاول جاهداً استجواب المسؤولين، لكنه واجه تعنتاً ورفضاً من البرلمان ووزارة الداخلية لإسقاط الحصانة عن أعضاء البرلمان، أو استجواب رجال الداخلية.

سجالات وتعطيل

وسرعان ما سقط "بيطار" في بحر الملاحقات القضائية، بعد أن حاصره المدعي عليهم بعشرات الدعاوى؛ ما أدى إلى إيقاف التحقيق في الكارثة، وتعطيل ملف البحث عن الجناة، ثم تحول الملف إلى ما أشبه أن يكون "مضاربة قضائية"، بعد أن حل اسم جديد في ملف الاتهام، وهو النائب العام التمييزي غسان عويدات، والذي رفض بدوره الاتهام وقرارات "بيطار"، وأصدر بحقه قرار بمنع السفر!

وهكذا بات الملف بعد كل هذه السجالات، وألاعيب السياسة وضغوطها منسياً، غير معروف متى ينتهي وكيف، وإلام ستؤول الأمور في النهاية، ولكن تبقى الذكرى، وتبقى آلام وجروح الآلاف من ذوي من فقدوا حياتهم، أو أصيبوا بجروح، أو تعرضوا لأي أضرار أياً كانت جراء الكارثة الأليمة في البلد التي كانت يوماً باريس الشرق.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org