على عكس الاعتقاد الشائع، فإن الخروج في البرد بشعر مبلل لا يصيب الإنسان دائماً بالأمراض، حسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وسمع الكثير منا تحذير شائع مفاده أن الخروج في البرد بشعر مبلل، قد يعرّضنا للإصابة بعدة أمراض يقود بعضها للموت، لكن ذلك يرتبط علمياً بعوامل أخرى.
ونزلات البرد والإنفلونزا وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى، بما في ذلك كوفيد-19، تسبّبها الفيروسات، بينما بعض التهابات الجيوب الأنفية تسبّبها البكتيريا.
وتنتشر هذه الجراثيم عادة عن طريق "استنشاق الرذاذ والجزيئات التنفسية الصادرة عن الأشخاص المرضى، أو الأكل أو الشرب بعدهم، أو لمس الأسطح الملوثة ثم لمس عينيك أو أنفك أو فمك".
وحسب التقرير، قال شون أوليري، رئيس لجنة الأمراض المعدية في الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال: "لا يمكن أن تصاب بالمرض بمجرد الخروج في البرد".
ومع ذلك، يمكن للطقس الشتوي أن يوفّر بيئة أكثر ملاءمة للجراثيم، سواء داخل أجسامنا أو خارجها.
وتشير بعض الأبحاث إلى أن درجات الحرارة الباردة قد تساعد فيروس الإنفلونزا على البقاء على قيد الحياة بشكلٍ أفضل، وفق "دورية نيتشر".
ويمكن أن تؤثر درجات الحرارة الباردة أيضاً في أجهزتنا المناعية، مما يجعلنا أكثر عُرضة للإصابة بالجراثيم.
وفي عام 2018، اكتشفت دراسة أن المنطقة الموجودة داخل طرف كل فتحة أنف تحتوي على مستقبلات يمكنها اكتشاف البكتيريا التي يتم استنشاقها.
وحسب الدراسة، فإن الجهاز المناعي بجسم الإنسان يرسل مجموعة من الفقاعات الصغيرة، المعروفة باسم "الحويصلات"، إلى المخاط الموجود في الأنف لقتل البكتيريا قبل أن تتاح لها فرصة التسبّب في العدوى.
وفي عام 2022، أشارت دراسة إلى "عملية مماثلة تحدث مع الفيروسات"، لكن عندما يبرد الأنف، قد تتعطل قدرته على أداء هذه الوظيفة.
وتتضاعف قابليتنا للإصابة بالعدوى الفيروسية تقريباً مع انخفاض درجة الحرارة، حتى بمقدار 5 درجات مئوية فقط"، كما قال بنجامين بلير، مدير الأبحاث الانتقالية لطب الأنف والأذن والحنجرة في جامعة ماساتشوستس للعيون والأذن، والذي كان المؤلف الرئيسي لكلتا الدراستين.
والانخفاض الكبير في درجة حرارة الجسم الناجم عن التعرُّض لفترات طويلة للبرد الشديد، يمكن أن يؤدي أيضاً إلى "تثبيط (منع عمل) الجهاز المناعي".
وقد يكون بعض الأشخاص أكثر عُرضة للإصابة بالمرض في الشتاء، لكن ليس لأنهم يقضون الوقت في الخارج في البرد، حيث يؤكد خبراء أن "الأمر قد يكن عكس ذلك" في بعض الحالات.
وقالت مونيكا غاندي، خبيرة الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو: "خلال فصل الشتاء، يتجمع الناس معاً في أماكن مغلقة، حيث تكون التهوية سيئة".
وهذا القرب من أفراد الأسرة والأصدقاء خلال موسم البرد والإنفلونزا "يزيد من التعرُّض للفيروسات"، حسبما أشارت.
لذلك فلا يمكنك أن تمرض بمجرد الخروج في البرد بشعر مبلل، لكن يجب أن تكون أيضاً على اتصال بفيروس مثل الإنفلونزا، على سبيل المثال.
ومع ذلك، قد تجعلك درجات الحرارة الباردة أكثر عُرضة للإصابة بالعدوى عندما تتعرّض لبعض الجراثيم.