تتأهب ولاية فلوريدا لكارثة طبيعية هي الأشد خلال قرن مع اقتراب إعصار "ميلتون" من الساحل الغربي للولاية، الذي اشتدت قوته ليتحول إلى إعصار من الفئة الخامسة، الأعلى على مقياس الأعاصير. ومع سرعة رياحه التي تصل إلى 270 كيلومترًا في الساعة، دقت السلطات الأمريكية ناقوس الخطر، وسط مخاوف من دمار واسع النطاق قد يشمل الفيضانات، الرياح العاتية، والعواصف المدمرة.
وجه الرئيس الأمريكي جو بايدن تحذيرًا صارمًا لسكان المناطق التي تقع على مسار الإعصار، داعيًا إلى الإخلاء الفوري. وقال بايدن في مؤتمر صحفي من البيت الأبيض: "هذا ليس وقت المجازفة. إنها مسألة حياة أو موت، ويجب الإخلاء فورًا. الوقت ينفد، وليس هناك مجال للتأجيل." وأضاف أن الاستجابة الفدرالية ستكون جاهزة بالكامل لمساعدة الولاية في التعافي بعد الإعصار، مشددًا على أن الحكومة الفدرالية مستعدة لتقديم كل ما يلزم لضمان سلامة السكان.
على الأرض، تشهد فلوريدا حالة من الفوضى مع بدء عمليات الإخلاء الجماعي. وفي ظل الاختناقات المرورية الطويلة، نفد الوقود في العديد من المحطات، فيما أضافت شركات الطيران رحلات إضافية لمساعدة السكان على مغادرة المناطق المهددة. وحذر المركز الوطني للأعاصير من احتمالية حدوث فيضانات كبيرة في مناطق مثل تامبا، حيث قد يتجاوز مستوى ارتفاع المياه ما شهدته المنطقة قبل أسبوعين عندما ضربها إعصار "هيلين".
كما أعلن حاكم ولاية فلوريدا، رون ديسانتيس، حالة الطوارئ في عدة مقاطعات، مؤكدًا أن الاستعدادات تشمل تزويد مراكز الإيواء بالمؤن الضرورية وتعزيز الجهود لضمان إخلاء سلس وآمن. وأضاف ديسانتيس: "شبه الجزيرة كلها تحت تهديد. لا يمكن التهاون مع هذا الإعصار."
على صعيد آخر، أثار الإعصار ميلتون جدلاً سياسيًا بين الرئيس السابق دونالد ترامب والرئيس الحالي بايدن. وفي سياق الحملات الانتخابية المحتدمة، انتقد ترامب الاستجابة الحكومية لإعصار "هيلين"، زاعمًا أن الأموال التي كان يجب تخصيصها للمتضررين تم استخدامها في قضايا أخرى مثل الهجرة. هذه الادعاءات، التي وصفها بايدن بأنها "غير أمريكية"، عززت الانقسام السياسي قبل الانتخابات الرئاسية المرتقبة في نوفمبر.
كامالا هاريس، نائبة الرئيس، انتقدت بشدة حملة ترامب، ووصفت نشره للمعلومات المضللة بأنه محاولة لتأجيج الاستياء الشعبي واستغلال الكوارث الطبيعية لأغراض سياسية. وقالت: "نحتاج في هذا الوقت إلى الوحدة والاستعداد، وليس إلى نشر الأكاذيب."
وفي ضوء هذه الكارثة المحتملة، أعلن بايدن تأجيل رحلاته المخططة إلى ألمانيا وأنغولا لمتابعة جهود الإغاثة في فلوريدا عن كثب. كما أعطى توجيهات صارمة لفرق الإنقاذ بضرورة التواجد المسبق في المناطق الأكثر عرضة للتأثر، مشيرًا إلى أن المعدات والطواقم مستعدة للتدخل الفوري.
وأكد بايدن على أن فرق الإنقاذ ستواصل عملها حتى بعد ضرب الإعصار للتأكد من عودة الحياة إلى طبيعتها في أقرب وقت. وأضاف: "سنعمل على إعادة بناء ما قد يدمره هذا الإعصار. لن نترك أحدًا وحيدًا في مواجهة هذه الكارثة."
إعصار الفئة الخامسة يعني أنه الأعنف ضمن تصنيفات الأعاصير، حيث تصل سرعة الرياح إلى ما يزيد عن 250 كيلومترًا في الساعة، مما يؤدي إلى دمار شامل في المباني والمناطق السكنية، وتضرر شديد للبنية التحتية. ومن المتوقع أن تضرب العاصفة المناطق الساحلية برياح عنيفة، أمطار غزيرة، وارتفاع في منسوب المياه قد يتجاوز 3 أمتار في بعض المناطق.