أظهرت صورٌ، التقطتها عدسة الكاميرا، تقلُّص عدد المهاجرين غير الشرعيين على الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية إلى النصف تقريبًا، وذلك في الوقت الذي أسفرت فيه الانتخابات الرئاسية الأمريكية عن فوز الملياردير الجمهوري دونالد ترامب برئاسة البلاد.
وشهدت قوافل المهاجرين غير الشرعيين، الذين اعتادوا التسلل إلى الولايات المتحدة عبر الحدود مع المكسيك، انخفاضًا غير معتاد في الأعداد في اليومَيْن الأخيرَيْن في ظل التخوف مما تحمله فترة "ترامب" الرئاسية القادمة، المنتظر تنصيبه رسميًّا يوم 20 يناير 2025.
وتعود مخاوف المهاجرين غير الشرعيين والمتسللين إلى الآراء القوية التي يحملها الرئيس الجمهوري ضد ظاهرة الهجرة غير الشرعية؛ فقد بنى "ترامب" حملته الرئاسية على موقفه الصارم ضد هذه الظاهرة، وسعيه إلى إيقافها.
واتسمت الفترة الرئاسية الأولى لقطب العقارات بالتشديد ضد المهاجرين غير الشرعيين، كما اتصفت تصريحاته خلال حملته الانتخابية الأخيرة بـ"العدائية" ضدهم؛ فقد زعم "ترامب" أن "هناك 13 ألف جريمة شهدتها الولايات المتحدة بسبب المهاجرين"، كما قال إن المهاجرين "يسممون دماء بلادنا"، وادعى أنهم "مجرمون، أشرار، متعطشون للدماء"، على حد تعبيره.
وينتظر هؤلاء المهاجرين مستقبلٌ مظلمٌ بعد أن تعهد "ترامب" بترحيل جماعي للملايين منهم، وفرض رقابة لصيقة على الحدود بالاستعانة بقوات من الجيش الأمريكي، إضافة إلى تخصيص موارد مالية فيدرالية لتوسيع الجدار الفاصل بين الولايات المتحدة والمكسيك.
وانتقد الرئيس الأمريكي المنتخب إدارة "بايدن" لملف الهجرة، وقال: "سأبني الجدار، وأكمل ما بدأته. سنوقف الهجرة غير الشرعية مرة واحدة وللأبد. الأمريكيون أولاً! لن نسمح بأن تُستنزف مواردنا بسبب سياسات الهجرة الفاشلة".
وذهب الرئيس المنتظر بعيدًا باعتزامه فرض رسوم على الدول التي لا تضبط تدفق المتسللين إلى بلاده، بحسب ما صرح في لقاء انتخابي سابق في مدينة فينيكس في ولاية أريزونا يونيو الماضي.
ومن بين الوعود الانتخابية التي قطعها "ترامب" على نفسه اعتزامه تشديد التعرفة الجمركية على الواردات من المكسيك في حال عدم منعها تدفق المهاجرين غير الشرعيين عبر الحدود الفاصلة بين البلدين.
ويقيم في الولايات المتحدة نحو 11 مليون شخص بطريقة غير قانونية، وسيكونون مهددين منذ اليوم الأول للملياردير الجمهوري في البيت الأبيض بالطرد والترحيل من البلاد بصورة فورية.