

كشف فريق بحث دولي عن أكثر من 86 ألف هزة صغيرة غير مرصودة سابقًا تحت بركان يلوستون العملاق في الولايات المتحدة، ما يُعد اختراقًا علميًا قد يُحدث ثورة في التنبؤ بالكوارث الطبيعية.
واستخدم الباحثون الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات زلزالية امتدت على مدى 15 عامًا، ليكتشفوا ما يقرب من عشرة أضعاف عدد الهزات التي كان يُعتقد بوجودها سابقًا. وأظهرت النتائج أن أكثر من نصف هذه الهزات وقعت في "أسراب" مترابطة، ناجمة عن حركة المياه الجوفية والبخار، وليس بسبب صعود الحمم البركانية.
ورسم الذكاء الاصطناعي خريطة ثلاثية الأبعاد دقيقة لهذه الهزات، ما أتاح للباحثين فهم الأنماط الزلزالية الخفية دون مؤشرات على ثوران وشيك. وأوضح العلماء أن بركان يلوستون يشهد تكرارًا منتظمًا لهذه الأسراب في مواقع محددة، وهو سلوك طبيعي لا يثير القلق الفوري، لكنه يُعد مؤشرًا مهمًا يمكن أن يساعد مستقبلاً في التنبؤ بالحركات الصخرية الكبرى أو ثورانات البراكين.
وتقع كالديرا يلوستون، وهي منخفض بركاني ضخم بعرض 72 كيلومترًا، نتيجة ثوران كارثي قبل نحو 640 ألف عام. وإذا ثار مجددًا، قد يُغطي الرماد الناتج ثلثي مساحة الولايات المتحدة، مما يتسبب في دمار واسع النطاق ويؤثر على الملايين.
ويُعد هذا الكشف من قبل ديفيد شيلي، عالم الزلازل في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، وفريق دولي من كندا وكولومبيا، نقلة نوعية في مراقبة النشاط الزلزالي، إذ يمكن تطبيق التقنية الجديدة على براكين وخطوط صدع أخرى مثل صدع سان أندرياس في كاليفورنيا.
وأكّدت الدراسة أن هذه الأسراب لا تتبع النمط المعتاد للهزات الارتدادية، بل تنتشر بسرعة في مساحة محدودة خلال فترات قصيرة. وبينما لا تشير البيانات الحالية إلى وجود خطر وشيك في يلوستون، فإن نتائج الدراسة تُعد أداة علمية مهمة لفهم أفضل للثورات البركانية الكبرى ورصد "نبضات الأرض" بدقة غير مسبوقة.