باتت غزة تواجه "مجاعة وشيكة" في ظل نقص الإمدادات الغذائية والمساعدات الإنسانية، في الوقت الذي تمارس فيه إسرائيل حصارًا على القطاع الجريح، وتمنع أو تعرقل دخول الإمدادات ونفادها.
ويواجه السكان الذين يبلغ عددهم نحو مليوني شبح الموت، ولاسيما في شمال القطاع، إذ لا تسهل السلطات الإسرائيلية نفاد الإمدادات إلا 25 % من المساعدات المقررة إلى الجزء الشمالي من غزة، بحسب تقرير لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وبحسب تقرير "أونروا" فإن 28 % من الأطفال دون سن الثانية في خان يونس ووسط قطاع غزة يعانون بسبب سوء التغذية الحاد؛ بسبب استمرار الحرب على القطاع ونقص الغذاء والدواء.
وقالت المنظمة على موقعها الرسمي، إن أكثر من 10 % من الأطفال دون سن الثانية يعانون بسبب الهزال الشديد في تلك المناطق؛ بسبب الجوع والعطش ونقص مستلزمات الحياة الأساسية.
وتظهر الصور التي التقطتها وسائل إعلام عالمية، لقطات مفزعة لأطفال يواجهون نقصًا حادًا في التغذية، حيث تظهر عظام صدورهم وظهورهم، ويرقدون على فراش المرض بعيون غائرة، يواجهون شبح الموت الذي يرفرف بجوار أسرتهم.
وفي السياق نفسه، حذرت الأمم المتحدة في تقرير حديث من "مجاعة وشيكة" تهدد شمال قطاع غزة، لافتة إلى أنه من المتوقع أن تحدث في الفترة بين الوقت الراهن ومايو في المحافظتين الشماليتين اللتين يوجد بهما نحو 300 ألف شخص.
والمجاعة هي مصطلح تقني، يشير إلى أن سكان منطقة ما يواجهون سوء التغذية على نطاق واسع وإلى حدوث وفيات مرتبطة بالجوع، وفقًا للأمم المتحدة.
وفي تقريرها، قالت الأمم المتحدة: إن الحد الأقصى لانعدام الأمن الغذائي الحاد للمجاعة قد تم تجاوزه بشكل كبير، وإن سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة يتقدم بوتيرة قياسية نحو العتبة الثانية للمجاعة.
وذكر "التقرير" أن معدلات الوفيات غير الناجمة عن إصابات الرضوخ ــ وهي المؤشر النهائي للمجاعة ــ تتسارع ولكن البيانات تظل محدودة، كما هو الحال في مناطق الحروب.
وأفاد التقرير أيضًا بأن جميع سكان غزة يواجهون مستويات توصف بالأزمة في انعدام الأمن الغذائي أو أسوأ. وذكر أن نصف عدد السكان، 1.1 مليون شخص في غزة، قد استنفدوا بالكامل إمداداتهم الغذائية وقدراتهم على التكيف ويعانون بسبب الجوع الكارثي (المرحلة 5 من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي) والتضور جوعًا.
ويُعد هذا أكبر عدد من الأشخاص على الإطلاق يواجه جوعًا كارثيًا، يتم تسجيله من قِبل نظام تصنيف الأمن الغذائي، وضعف العدد في المرحلة الخامسة من التصنيف الصادر قبل ثلاثة أشهر فقط، وفقًا للأمم المتحدة.