
في زمن السرعة الرقمية واعتيادنا الرد على البريد أثناء الاجتماعات أو تصفح الهاتف أثناء الطبخ، أصبح تعدد المهام سمة حياتية تُعتبر علامة على الإنتاجية، لكنها –بحسب الدراسات– تحمل آثارًا سلبية على صحة الدماغ.
كشف تقرير على موقع " OnlyMyHealth " الصحي، أن الدماغ يبذل جهدًا إضافيًا عند الانتقال من مهمة إلى أخرى، فيما تعرفه الأبحاث بـ "تكلفة التبديل"، وهي الوقت والطاقة الذهنية المهدورة لإعادة ضبط القواعد العقلية بين المهام المختلفة. ويؤدي هذا التبديل إلى تباطؤ الأداء وزيادة الأخطاء حتى لدى من يظنون أنفسهم بارعين في تعدد المهام.
أظهرت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين يستخدمون عدة وسائط إعلامية بشكل متزامن يعانون تشتتًا أكبر وضعفًا في الذاكرة العاملة مقارنةً بغيرهم. وتشير النتائج إلى أن تعدد المهام المتكرر يجعل الدماغ أقل قدرة على تصفية المشتتات وأبطأ في إنجاز المهام.
وتقول الدراسة "الدماغ لا يستطيع معالجة أكثر من مهمة معقدة في الوقت نفسه"، موضحة أن القشرة الجبهية المسؤولة عن اتخاذ القرار تعمل ضمن سعة محدودة، مما يجبر المخ على التبديل المستمر بين المهام بدلاً من القيام بها بالتوازي.
الخبر الجيد أنه لا دليل على أن تعدد المهام يسبب تلفًا دماغيًا دائمًا، إلا أن تكراره قد يخلق عادات ذهنية سلبية، مثل ضعف التركيز والميل للتشتت. الخبراء ينصحون بـ تقليل تبديل المهام، تنظيم الإشعارات، وتخصيص وقت للتركيز العميق، مؤكدين أن "الدماغ يحتاج فترات صمت ليستعيد صفاءه".