"الحوثي" المطيع المرتعد.. ماذا فعل الملالي وقطر لتصعيد الإرهاب ضد المملكة؟

أدوار تصعيدية وعمق بالداخل اليمني يتأرجح بين تغلغل عسكري ومذهبي ومخابراتي
"الحوثي" المطيع المرتعد.. ماذا فعل الملالي وقطر لتصعيد الإرهاب ضد المملكة؟

يعمل خبراء عسكريون إيرانيون موجودون في اليمن، على تهريب الصواريخ، وإيصالها إلى مليشيا الحوثي، وكذلك بناء منصات الصواريخ، بدعم من نظام الدوحة، والذي بات مكشوفاً للجميع؛ في محاولة للإضرار بالسعودية ودول الخليج.

حيث ترعى الدوحة أدواراً لتصعيد العمليات التخريبية في اليمن، بدءاً من دعم مليشيا الحوثي الانقلابية الذراع الإيرانية؛ لاستهداف جيرانها في المملكة العربية السعودية، من تمويل وإمكانيات عسكرية واستخباراتية، وصولاً إلى دعم عمليات زعزعة الأمن والاستقرار في المناطق المحررة، واستغلال الجماعات الإرهابية التي تمولها لتنفيذها؛ حيث تواصل مليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن أداء الدور المرسوم لها من قبل طهران والدوحة، دون حتى مجرد الاعتراض على طبيعة المهام المطلوبة، والتي في غالبها تحمل المليشيا دفع كلفة باهظة وخسائر بشرية كبيرة.

قطر التي تدعم وتساند إيران، وتنسق معها بشكل وثيق، لم يكن دعمها هذا ظاهراً قبل سنوات، إلا أن الدوحة الآن تعلن وبشكل صريح دعمها لطهران في مواجهة دول الخليج العربي والسعودية تحديداً؛ حيث تم إنشاء معسكرات في صعدة وصنعاء وتعز؛ لتدريب عناصر حوثية على يد خبراء إيرانيين ومن "حزب الله" اللبناني.

فبدعم من نظام الدوحة، وكما هو معلوم تقدم طهران دعماً عسكرياً ومالياً للمليشيا؛ لكن في المقابل أخذت طهران كل شيء من مليشيا الحوثي، وحوّلتها إلى أشبه بقاتل مأجور ينفذ ما يملى عليه من زعيم العصابة الكبير، وهذا يتجلى بوضوح في المهمة التي تنفذها المليشيا في اليمن.

مليشيا الحوثي تعد واحدة من أذرع طهران والدوحة في المنطقة، والتي تشكّل بعضها قبل سنوات، غير أن تعامل إيران مع مليشيا الحوثي يختلف كثيراً عن بقية الأذرع في المنطقة كـ"حزب الله" في لبنان ومليشيا الحشد الشعبي في العراق.

وتتدخل المخابرات الإيرانية في كل تفاصيل التحركات الحوثية وطريقة تسيير المؤسسات، ويتدخل الخبراء العسكريون الإيرانيون في القرار العسكري للمليشيا على أعلى المستويات؛ بل إن القادة العسكريين الذين أوفدتهم طهران منذ سنوات لبناء الجناح العسكري للمليشيا هم من يحددون كثيراً من العمليات العسكرية وفقاً لمصلحة طهران في المنطقة.

وتنفذ مليشيا الحوثي ذراع تنظيم الملالي الإرهابي مهام عسكرية؛ الهدف منها حصول طهران على مكاسب سياسية ونفوذ في المنطقة دون أي اعتبارات للهوية المحلية.

وتنشط المخابرات الإيرانية عبر فروعها في اليمن في مختلف المجالات؛ ومنها ما يرتبط بالجانب المذهبي؛ حيث فرضت طهران على اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثيين تنظيم كل الفعاليات التي تنظم في إيران ومعاقل الشيعة في العراق وفي جنوب لبنان.

وسياسياً تتحكم طهران كذلك بقرار مليشيا الحوثي، وتجير المواقف لصالحها؛ حيث لا تقدِم مليشيا الحوثي على اتخاذ أي قرار سواء في مفاوضات أو غير ذلك دون الرجوع إلى الجانب الإيراني وهذا الأمر تم تأكيده في المفاوضات بين الشرعية والانقلابيين في الكويت وجنيف والسويد.

ومن أجل ضمان استمرار الولاء الحوثي لطهران عملت المخابرات الإيرانية عبر فريقها الموجود في صنعاء على صناعة أجنحة متعددة داخل جسد المليشيا، وذلك لكي يبقى قرار المليشيات مرهوناً بموافقة طهران وعناصرها على الأرض في اليمن.

ويتيح تعدد الأجنحة لطهران ممارسة الضغوط على قيادة مليشيا الحوثي، بحيث أصبح عبدالملك الحوثي وجناح صعدة منقاداً للأجندة الإيرانية دون أن يستطيع حتى مجرد إبداء الرأي أو الاعتراض، وفي حال قرر جناح صعدة مثلاً التمرد على الجانب الإيراني تكون المخابرات الإيرانية قادرة على الإطاحة بعبدالملك الحوثي وجناح صعدة الذي يستأثر بنصيب الأسد من النفود والثروة.

وعملت المخابرات الإيرانية على تشكيل الأجنحة داخل جسد المليشيا من خلال بناء تكتلات عائلية ومراكز نفوذ موازية للبيت الحوثي التي يقودها عبدالملك الحوثي؛ لكون التكوين القيادي الحوثي عبارة عن مجموعة من العائلات الكبيرة التي تشكل في مجموعها جسد المليشيا الحوثية الكلي.

هذا التحرك الإيراني داخل هيكل المليشيا وفي كل التفاصيل الدقيقة جعل عبدالملك الحوثي وحلفاءه من العائلات الحوثية التي تشكل القيادة الحالية يواجهون مخاوف كبيرة من أن تنفذ طهران انقلاباً داخلياً عليها، وتصعّد جناحاً آخر لقيادة المليشيا الأمر الذي جعل هذه القيادة تعمل كخادم مطيع ومنفذ للأوامر والتوجيهات والأهداف الإيرانية.

وخطورة ما تنفذه طهران في اليمن أنها لا تهتم بالثمن الثقيل الذي يدفعه الشعب اليمني منذ بداية التمرد في صعدة مطلع الألفية الجديدة، وكيف حولت المليشيا الحوثية اليمن إلى مركز عمليات عسكرية لاستهداف المصالح الدولية وتهديد أمن المنطقة وخطوط الملاحة الدولية واقتصاد العالم، وكل ذلك يتم بدعم من نظام الدوحة المارق.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org