تستمر أزمة المهاجرين في تونس -تحديداً في مدينة صفاقس الواقعة جنوب البلاد-، إذ أعلنت السلطات التونسية ارتفاع عدد جثث ضحايا الهجرة غير النظامية، بقسم الأموات بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس، إلى أعداد قياسية.
ومع أن هذه الأزمة ليست جديدة إلا أنها تزداد حدة كل مرة، وفي هذا الإطار كشف المدير الجهوي للصحة بصفاقس، حاتم الشريف، أن عدد الجثث بالقسم "تجاوز في بعض الأحيان أربعة أضعاف؛ ليصل إلى 120 جثة، في حين أن الطاقة الاستيعابية القصوى لا تتجاوز 40 جثة".
وبيّن المسؤول ذاته، أن المستشفى يواصل استقبال عددٍ من الجثث المنتشلة أو التي تلفظها أمواج البحر على شواطئ صفاقس، بشكلٍ يومي.
وفي الإطار ذاته، كشف مصدرٌ قضائي لأخبار الآن، أن انتشال جُثث المهاجرين غير النظاميين مازال متواصلاً بشكلٍ مستمرٍ قُبالة سواحل صفاقس خاصة، كما أكّد أن تتبع منظّمي هذه العمليات غير القانونية مستمرٌ؛ لأنهم المسؤولون بشكلٍ مباشر عن مقتل أغلب الضحايا.
هذا وتنطلق أغلب القوارب التي تحمل المهاجرين من ساحل مدينة صفاقس الجنوبية، والتي أصبحت نقطة الانطلاق الرئيسة للمهاجرين غير النظاميين والمدينة التي تستقبل مئات أفارقة جنوب الصحراء الساعين لبلوغ أوروبا، وفي تونس أكثر من 21 ألف مهاجر من هذه الجنسيات، بينهم طلبة، وفقاً لإحصاءات رسمية.
وتواجه تونس موجات قياسية من المهاجرين هذا العام وكوارث متكررة، نتيجة غرق قوارب للمهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء في أثناء محاولتهم الوصول إلى السواحل الإيطالية، وحلت تونس محل ليبيا كنقطة مغادرة رئيسة في المنطقة للفارين من الفقر والصراع في إفريقيا والشرق الأوسط، بحثاً عن حياة أفضل في أوروبا.
وتستقبل إيطاليا أعداداً كبيرة من المهاجرين الوافدين من تونس عبر البحر الأبيض المتوسط. وتفيد الأرقام الرسمية بأن هذا البلد استقبل أكثر من 32 ألف مهاجر في عام 2022، من بينهم 18 ألف تونسي.