مرة أخرى تتكرر مشاهد النزوح التي شهدناها في غزة على مدار الشهور الماضية، ولكن هذه المرة تأتينا المشاهد من لبنان، إذ يواجه سكان البلد العربي عدوانًا إسرائيليًا غاشمًا على مناطقه الجنوبية والشرقية أدت بهم إلى النزوح من بيوتهم إلى العاصمة بيروت والحدود اللبنانية السورية.
وهكذا تتكرر المأساة بحذافيرها في بلد عربي جديد يقع بين شقي الرحى، ما بين عدوان إسرائيلي غاشم، وحزب اختطف الدولة تحت ذريعة حمايتها ونصرتها، والنتيجة موت ودمار ونزوح وتهجير.
وأدت الهجمات الإسرائيلية إلى مقتل ما لا يقل عن 600 شخص، بينهم نساء وأطفال، فيما بلغ عدد الجرحى نحو ألفي جريح، وفقًا لوزارة الصحة اللبنانية.
ووفقًا للرواية الإسرائيلية، فقد استهدف القصف الإسرائيلي مواقع أسلحة تابعة لـ"حزب الله"، حيث زعمت تل أبيب أن الحزب يخزن صواريخ ومنصات إطلاق داخل منازل مدنية، ما يُعرض السكان إلى الخطر، بينما قال وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض إن الغارات استهدفت مستشفيات، ومراكز طبية، وسيارات إسعاف.
وجاء العدوان الإسرائيلي كحلقة جديدة في التصعيد بين الطرفين، بعد أن استهدفت صواريخ حزب الله الأحد الماضي، مجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل المتخصصة في الوسائل والتجهيزات الإلكترونية، الواقعة في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا، بعشرات الصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2 والكاتيوشا، كذلك أعلن الحزب أنه استهدف قاعدة ومطار "رامات ديفيد" للمرة الثانية بعشرات الصواريخ، والتي أتت بدورها في أعقاب تفجيرات "البيجر" في سلسلة من الاشتباكات التي لا تنتهي بين الطرفين.
مئات السيارات وآلاف السكان والهدف واحد الفرار من الموت، وجحيم الحرب، بعيدًا إلى أي مكان آمن، فالناس تركوا بيوتهم، وأموالهم، وأمتعتهم، وكل شيء خلفهم مسرعين نحو المجهول الذي ينتظرهم.
والصور تكشف لنا جانبًا من المأساة، فالوجوه واجمة، ترتسم عليها الكآبة والحزن، والخوف من المستقبل، والأرجل مرتعشة، والعيون دامعة، ولا أحد يعرف ما ينتظره في قادم الأيام.
وتنقل لنا الأخبار القادمة من لبنان حالة الازدحام الشديد على الطرق التي تصل بين جنوبها وعاصمتها بيروت، إذ تقدر بعض المصادر اللبنانية هجران ونزوح نحو 300 ألف لمنازلهم نحو العاصمة اللبنانية.
ولم يختلف الأمر كثيرًا على الحدود اللبنانية السورية، فقد لوحظ اصطفاف عشرات السيارات لنازحين لبنانيين، هرعوا نحو المدن السورية ولا سيما حمص وريفها، وضواحي العاصمة السورية دمشق، بحسب وكالة "فرانس برس" الفرنسية.