"لا تحملوني خذوا الأطفال فقط".. أوجاع أم فلسطينية تحت البرد والأمطار كما يصفها شاهد عيان

منشور ينقل معاناة أسرة فلسطينية في ظل ظروف مأساوية
أحد شوارع مدينة غزة وقد غمرته مياه الأمطار
أحد شوارع مدينة غزة وقد غمرته مياه الأمطار

"لا تحملوني، خذوا الأطفال فقط".. هكذا ينطلق لسان حال أم فلسطينية تقف في العراء تحت الأمطار الغزيرة رفقة أطفالها الذين يرتجفون بردًا ورعبًا، ولفحات الهواء البارد تضربهم من كل جانب، ولا تريد تلك الأم شيئًا سوى أن يحمل أحدهم أطفالها في سيارته بعيدًا عن الموت غزة.

وفي منشور له منصة "إكس"، يكتب عضو لجنة الطوارئ في بلدية غزة، عاصم النبيه، ما رآه بعينه من مأساة خلال مروره على الطريق، فيصف في سطوره ما لاقته الأم، وينقل معاناتها التي لا تنتهي والتي تمثل معاناة كل أم فلسطينية في غزة، وهي تبحث عن وسيلة تنقلها وتنقل أبنائها بعيدًا عن ساحة الحرب، والقصف الإسرائيلي المميت على القطاع.

يقول "النبيه": "حزني على الأم الهاربة من القصف، تتوارى مع أبنائها من المطر، تحاول إيقاف سيارة لتقيهم البرد والبلل، عيونها متلهفة لمن يستجيب! لم يستجب أحد، السيارات القليلة ممتلئة، الأطفال يرتجفون من البرد، الأم تحاول دون يأس، أين يذهب النازحون؟ لا تكل المرأة، كأن عيونها تخاطب السائقين (لا تحملوني، خذوا الأطفال فقط)".

ويضيف: "تتوقف سيارة ما، تتلهف السيدة، يرغب السائق أن يحملهم، يتساقط المطر أكثر، يتذكر السائق أن سيارته ممتلئة تمامًا، وأنه لم يحمل كل عائلته معه، يرفع يده معتذرًا، تقف الأم حائرة للحظات، تنظر إلى أبنائها وتعود لتستمر في المحاولة، والسؤال الموجع يتكرر (وين نروح؟ وين نروح؟)".

ولا تجد الأم اليائسة من يتوقف لها، فالكل مشغول، وقد امتلأت حمولة سيارته عن آخرها، فتتمتم كما يصف كاتب السطور قائلة: "وين نروح؟ وين نروح؟"، وهو سؤال لا تجد له إجابة أبدًا!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org