صور مأساوية: بعد وفاة "الكفارنة".. شبح الموت يهدد "الزنط" في غزة.. والمتهم "المجاعة"

آلاف الأطفال يعانون سوء التغذية في ظل نقص الإمدادات
يعاني فادي الزنط  تدهورًا خطيرًا في حالته الصحية بعد أن أصابه الجفاف وسوء التغذية
يعاني فادي الزنط تدهورًا خطيرًا في حالته الصحية بعد أن أصابه الجفاف وسوء التغذية
تم النشر في

قصة أخرى جديدة، يكتبها الجفاف وسوء التغذية، اللذان يهددان المئات من أطفال غزة بالموت. وقبل أن يجف حبر قصة يزن الكفارنة، الذي لقي حتفه بسبب سوء التغذية، ها هي الدائرة تدور على الطفل فادي الزنط، صاحب السنوات الست، في ظل نقص الإمدادات الغذائية، ومعاناة مئات الآلاف من سكان القطاع الجريح من ندرة الغذاء والماء والدواء.

"الزنط" الذي يقيم في شمال غزة يعاني تدهورًا خطيرًا في حالته الصحية بعد أن أصابه الجفاف وسوء التغذية في مراحله المتقدمة، وباتت حالته في تدهور مستمر، فيما يفقد الوزن بشكل يومي، ويهدده الموت في أي لحظة.

الطفل الذي يرقد في مستشفى "كمال عدوان" في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة منذ نحو شهرين في حاجة ماسة وعاجلة إلى العلاج والتغذية؛ إذ لا يزال طريح الفراش، ينتظر مَن يأخذ بيده. وقد ناشدت والدته المجتمع الدولي التحرك لعلاج طفلها خارج قطاع غزة.

وفي الصور التي التقطها الصحفي الفلسطيني عماد غبون نشاهد الأثر الواضح لسوء التغذية والجفاف على جسد الطفل النحيل، الذي برزت عظامه وعموده الفقري بشكل واضح، فيما يظهر الإعياء الشديد على وجهه.

المجاعة أصبحت حقيقة

وحذَّرت منظمات أممية من خطر المجاعة الذي يهدد السكان، وحثت تل أبيب على عدم وضع العراقيل أمام إيصال الإمدادات الغذائية والدوائية إلى السكان.

وبحسب الأمم المتحدة فإن المجاعة أصبحت حقيقة "ولم يعد من الممكن تفاديها" في قطاع غزة.

وأوضحت كورين فلايشر، المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا الشرقية، أن منطقة الشرق الأوسط تواجه أزمة جوع غير مسبوقة على خلفية الصراعات والتحديات الاقتصادية وتغيُّر المناخ.

وأضافت "فلايشر" في بيان بأن سكان القطاع المحاصر بالكامل في "حاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية"؛ إذ يواجه أكثر من نصف مليون شخص مستويات كارثية من الجوع، محذرة من "تزايُد خطر المجاعة يومًا بعد يوم".

ويمنع الاحتلال الإسرائيلي الإمدادات الغذائية والأدوية من الوصول إلى سكان غزة، ولاسيما في شمال القطاع؛ ما دعا عددًا من الدول إلى القيام بإنزال جوي للمساعدات على المناطق التي يصعب الوصول إليها في غزة.

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" في بيان لها من "تعرُّض حياة الآلاف من الأطفال والرضع في قطاع غزة للخطر". فيما كشف تقرير أممي عن أن 90% من الأطفال دون سن الثانية و95% من النساء الحوامل والمرضعات يواجهون فقرًا غذائيًّا حادًّا؛ ما يعني أنهم استهلكوا مجموعتين غذائيتين أو أقل في اليوم السابق، والطعام الذي يمكنهم الحصول عليه هو ذو قيمة غذائية منخفضة للغاية.

وقال منسق الإغاثة بالأمم المتحدة مارتن جريفيث إن أكثر من 500 ألف شخص في غزة على شفا المجاعة، وإن الأطفال يموتون جوعًا.

من ناحيتها، أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن سوء التغذية "متفاقم بشكل خاص" في شمال قطاع غزة، الذي يتعرض لتدمير البنية التحتية، ونقص في الماء والغذاء والدواء منذ بداية العدوان.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد كشفت عن ارتفاع عدد الشهداء سوء التغذية والجفاف في غزة إلى 27 شهيدًا في ظل ندرة الإمدادات الغذائية والمساعدات الإنسانية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org