اجتاحت عاصفة ثلجية نادرة أجزاء من ولاية كاليفورنيا الأمريكية؛ ما تسبَّب في سقوط ثلوج كثيفة غير معتادة على الولاية التي اشتُهرت بأجوائها الدافئة، وشمسها الساطعة.
وشوهدت الثلوج الكثيفة تغطي شوارع وطرق الولاية الأمريكية، فيما تسببت العاصفة في انقطاع التيار الكهربائي عن نحو 100 ألف منزل بعد أن ضربت خطوط التغذية.
كما أغلقت الطرق السريعة، مثل أجزاء من الطريق السريع الذي يربط المكسيك والولايات المتحدة وكندا؛ وذلك بسبب الثلوج المتراكمة، لحين انتهاء العاصفة، وانخفاض حدة سقوط الثلوج.
ونشر المغردون والسكان عددًا من مقاطع الفيديو لتساقُط الثلوج حول منازلهم في مشهد غير اعتيادي، أصابهم بالدهشة. وكتب أحد المغردين: هذا المشهد ليس في كولورادو، أو مينيسوتا، أو نيويورك، بل في جنوب كاليفورنيا الدافئة!
ونشر آخر مقطع فيديو للتساقط الكثيف للثلوج على السيارات، وعلّق: "الاحتباس الحراري هنا في جنوب كاليفورنيا".
وكتب مغرد آخر: إن تساقط الثلوج الذي تشهده منطقة جنوب كاليفورنيا هو السادس في تاريخ المنطقة في الحقبة الراهنة.
أثارت موجة البرد الشديد المصحوب بتساقُط الثلوج الغزيرة، الذي تشهده منطقة جنوب كاليفورنيا، الكثير من الآراء حول مدى تأثير الاحتباس الحراري، وتغيُّر المناخ على الأجواء غير المعتادة في المنطقة.
ولا يربط علماء المناخ في العادة بين الحدث الواحد وتغيُّر المناخ إلا أنهم يرون أن الاحتباس الحراري بشكل عام يتسبب في تكرار وحدة الظواهر الجوية المتطرفة، مثل سقوط الثلوج، أو شدة الحرارة، أو الفيضانات، وما إلى ذلك.
وذهب دانييل سوين، عالم المناخ في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، إلى أن الاحتباس الحراري غيَّر طبيعة المتساقطات الشتوية في المنطقة.
وأوضح قائلاً: "في أربعينيات القرن الماضي شهدت لوس أنجلوس تساقطًا كثيفًا للثلوج. وبطبيعة الحال، يبدو هذا أمرًا لا يمكن تصوُّره اليوم".
فيما قال أليسون بريدجر، البروفيسور في جامعة ولاية سان جيزو، إن البرد القارس، والأمطار الشديدة، والحرارة الشديدة، وحتى الجفاف الشديد، أصبحت جميعها أكثر احتمالاً الآن.
وأضاف: "لا يمكنك العثور على بصمات دقيقة لتغيُّر المناخ في حدث واحد، ولكن عندما يكون هناك الكثير من الأحداث، ليس فقط في أمريكا، ولكن في جميع أنحاء العالم، يصبح من الواضح جدًّا أن هذا هو تأثير تغيُّر المناخ".