بين "قبائل الأرجنتين" و"طلبة جامعة واشنطن".. دراسات تكشف تأثير القمر على صحة البشر

بين "قبائل الأرجنتين" و"طلبة جامعة واشنطن".. دراسات تكشف تأثير القمر على صحة البشر
تم النشر في

بعد عقود طويلة من التشكيك في وجود أي علاق بينهما، توصل باحثون عبر دراسات وُصفت نتائجها بـ"المدهشة"، إلى أدلة تؤكد وجود تأثير خفي للقمر على صحة الإنسان. ما هو؟

معتقدات قديمة حول القمر المكتمل

وحسب موقع "دويتشه فيله" الألماني، اعتقد كثيرون قديمًا أن القمر المكتمل يمكن أن يؤثر على جسم الإنسان، فعلى سبيل المثال، ظن البعض أنه يدفع البشر نحو سلوك أكثر عنفًا وعصبية. ويشير مصطلح "مجنون- Lunatic" إلى ذلك النوع من الأفكار؛ حيث يأتي من المصطلح اللاتيني "Lunar" والذي يعني القمر.

وعلى الرغم من ذلك، رفض الباحثون لسنوات طويلة هذا النوع من الأفكار، خاصة مع تضارب النتائج التي توصلت لها الدراسات بهذا الشأن.

"تأثير خفي" لدورة القمر

ولكن توصلت عدة أبحاث مؤخرًا، حسب ما يذكره موقع "ناشيونال جيوغرافيك"، إلى أن الدورة القمرية "لها تأثير خفي" على بعض الأشخاص عندما يتعلق الأمر بالظواهر الدورية مثل النوم والدورة الشهرية عند النساء والتقلبات المزاجية للأشخاص الذين يعانون من الاضطراب ثنائي القطب.

أنماط النوم بين "قبائل الأرجنتين" و"طلبة جامعة واشنطن"

ففي دراسة حديثة منشورة على موقع المكتبة القومية للطب بالولايات المتحدة، قام باحثون بتتبع أنماط النوم باستخدام ساعات المعصم لدى مجموعتين مختلفتين تمامًا من المشاركين. وتتكون المجموعة الأولى من 100 فرد من قبائل توبا/ قوم بالمناطق الريفية في الأرجنتين والتي لا يستخدم الكثير منها الكهرباء، بينما تتكون المجموعة الثانية من مئات الطلبة بجامعة واشنطن في سياتل الأمريكية.

ما لم يتوقعه الباحثون

ووجد الباحثون أنه في الليالي التي تسبق اكتمال القمر ذهب أفراد قبائل توبا/ قوم في الأرجنتين إلى النوم متأخرين 40 دقيقة في المتوسط، كما أنهم ناموا لمدة أقل بشكل عام. لكن ما لم يتوقعه الباحثون أن ذات الأمر تكرر لدى العديد من الطلاب الجامعيين في سياتل، وهي مدينة كبيرة يحجب الضوء الاصطناعي فيها ضوء القمر، وغالبًا ما لا يكون لدى الطلاب هناك أي فكرة عن موعد اكتمال القمر.

ويتوقع الباحث في مجال النوم بجامعة واشنطن والمشارك في الدراسة، هوراسيو دي لا إغليسيا، أن الأمر قد يعود إلى جاذبية القمر التي تكون أقوى لدى اكتماله بما يؤثر على أنماط النوم.

التقلبات المزاجية.. الاكتئاب ثنائي القطب

أما فيما يتعلق بالتقلبات المزاجية؛ أجرى باحثون في المعهد القومي للصحة النفسية بولاية ماريلاند الأمريكية دراسة تتبعوا خلالها مجموعة من مرضى الاكتئاب ثنائي القطب لمدة 37 عامًا. ووجد الباحثون أن التقلبات المزاجية لدى المرضى ما بين الهوس والاكتئاب "تتزامن مع دورة القمر حول الأرض".

القمر والدورة الشهرية لدى الإناث

وفي دراسة أخرى امتدت لنحو 15 عامًا، توصل علماء إلى أن الدورة الشهرية لدى بعض الإناث تتطابق مع دورات القمر. ومع تقدم النساء في السن وزيادة تعرضهن للضوء الاصطناعي ليلًا، قصرت دوراتهن واختفى التطابق؛ وفقًا للدراسة المنشورة على موقع "ساينس" العلمي.

تتبع المرضى على مر الزمن

ويرى الطبيب النفسي في المعهد الوطني للصحة النفسية والمشارك في الدراستين، توماس وير، أن العديد من الدراسات السابقة بحثت الأمر فقط "من خلال لقطات لأشخاص مختلفين في نقاط مختلفة من الدورة القمرية، بدلًا من تتبع المرضى على مر الزمن لاكتشاف الأنماط الدورية الدقيقة".

ويوضح "وير" أن هذا النوع من الدراسات يمكن أن يؤدي إلى فهم أعمق لصحة الإنسان حيث يقول: "في كثير من الحالات أعتقد أنه يمكننا الاستفادة من هذه المعرفة لمنع بعض أعراض المرض التي تعتمد بشكل كبير على مقدار النوم الذي تحصل عليه. أعرف أن بعض الباحثين الآخرين يبحثون في هذا الأمر الآن وبجدية".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org