اتسعت رقعة الاحتجاجات والمظاهرات التي تضرب عددًا من المدن الأوروبية الكبرى، بعد أن انضم مزارعو إسبانيا إلى الاحتجاجات التي تعصف بالقطاع الزراعي في القارة العجوز، والتي نظمها المزارعون في فرنسا، وانتقلت سريعًا إلى مناطق من دول اليورو.
وقطع المزارعون الإسبان الطرق السريعة بجراراتهم، في مدن إشبيلية وطليطلة وغرناطة وهويلفا وسرقسطة وسيوداد ريال وفالنسيا ومالقة، ومورسيا وتاراجونا وليدا ومدريد؛ مما أدى إلى إبطاء حركة المرور وإغلاق الطرق من وقت إلى آخر؛ بحسب ما نقلته وسائل إعلام.
وكشفت المظاهرات التي عمّت أرجاء أوروبا، عن الغضب المشتعل في القطاع الزراعي إزاء ارتفاع تكاليف الإنتاج والتشغيل، وارتفاع الضرائب على الديزل، والواردات الرخيصة من دول خارج نطاق دول اليورو؛ فضلًا عن القيود التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على المزارعين لمكافحة تغير المناخ.
ويطالب المزارعون بمراجعة السياسات الأوروبية التي أدت إلى ارتفاع الضرائب وتكاليف الإنتاج، وكساد البضائع والمنتجات الزراعية، والمنافسة غير العادلة مع البضائع الأوكرانية.
وتنحصر مَطالب المزارعين في تخفيف حدة البيروقراطية الإدارية، وعدم فرض حظر جديد على المبيدات الحشرية، ووضع حد للزيادات في أسعار الديزل للجرارات، والتعويض بشكل أسرع بعد الكوارث.
ويشعر المزارعون باستياء واسع جراء سياسات خفض انبعاثات النيتروجين التي انتهجتها دول أوروبية؛ مما أدى إلى تقليل أعداد الماشية، كما يحتج هؤلاء إلى زيادة الضرائب على الديزل والمعدات الزراعية، وسياسات حظر المبيدات الحشرية؛ مما رفع من تكاليف الإنتاج والتشغيل، وتَسبب بالتالي في ارتفاع أسعار المنتجات والبضائع.
في الوقت نفسه، يحتج المزارعون والمنتجون المحليون على الخطط الحكومية التي أدت إلى خفض أسعار الحبوب الأوكرانية المتداولة في الأسواق الأوروبية، ودعم استيرادها، وإلغاء الرسوم اللازمة عليها.
كما ندد المحتجون كذلك بالخطط الحكومية الهادفة إلى استيراد المزيد من لحوم الأبقار البرازيلية والأرجنتينية؛ مما يضعهم في مواجهة منافسة غير عادلة مع تلك المنتجات التي تُغرِق السوق بأسعار رخيصة؛ لانخفاض تكاليف الإنتاج.