مع اشتعال درجات الحرارة في أكثر من منطقة عبر العالم، يشدد خبراء الأرصاد الجوية على أن موجات الحر راجعة للقباب الحرارية.
وحسب موقع "الحرة"، فقد سجلت درجات الحرارة ارتفاعا ملحوظا في عدد من الدول في الشرق الأوسط، ومناطق أخرى حول العالم، في وقت حذر فيه خبراء من أن التلوث الكربوني قد يؤدي إلى ارتفاع حرارة الأرض إلى مستويات أكثر خطورة من أي وقت مضى.
وبلغت درجات الحرارة في بعض المدن المصرية معدلات تصنف ضمن الأعلى وفق القياسات العالمية، إذ سجل بعضها نحو 50 درجة مئوية، مما ألقى بتبعات سالبة على المواطنين.
وتسبب ارتفاع درجات الحرارة في بعض المحافظات السودانية الشمالية وبعض محافظات الصعيد بمصر، في مصرع عدد من السكان.
وبحسب وكالة الأنباء السودانية، فإن عددا من السودانيين لقوا مصرعهم جراء ضربات الشمس، بينما أكدت صحف ومواقع إخبارية سودانية مصرع نحو 50 شخصا في الطريق البري بين مصر والسودان.
وأعلنت هيئة الأرصاد الجوية في مصر، عن موجة من الحر الشديد في أغلب أنحاء البلاد تستمر حتى الأحد المقبل.
ومع تصاعد درجات الحرارة طالب برلمانيون مصريون سلطات الكهرباء بعدم تخفيف الأحمال في محافظات الصعيد، بعد تسجيلها درجات حرارة بلغت أكثر من 50 درجة مئوية، وفق صحف مصرية.
كما حذرت السلطات الأمريكية، الثلاثاء، من أن موجة حر بدأت تضرب شمال شرق الولايات المتحدة لافتة إلى أن درجات الحرارة قد تسجل أرقاما غير مسبوقة في الأيام المقبلة، في حين تجتاح حرائق غرب البلاد.
وأرجع تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" هذا الارتفاع بدرجات الحرارة لتواجد "القباب الحرارية التي تسبب درجات حرارة قياسية هي الأقوى منذ عدة عقود، وفقا لخبراء الطقس".
"القبة الحرارية" ليست مصطلحا علميا قياسيا، ولكنها تصف بشكل فعال أنظمة الضغط الجوي المرتفعة التي تتسبب في دفع الهواء الدافئ إلى السطح والاحتفاظ به هناك لفترات طويلة من الزمن.
يقول موقع "كليمت تشيك" إن القبة الحرارية تحبس الهواء عالي الضغط في مكان واحد، مثل غطاء القدر خلال الطهي.
وتؤدي هذه المناطق الكبيرة من الهواء الساخن إلى مزيج من درجات الحرارة الشديدة وحرائق الغابات المدمرة وظروف الجفاف.
اعتمادا على ما سبق، يمكن اعتبار القبة الحرارية منطقة ذات ضغط مرتفع تحبس الهواء الساخن تحتها، ويعمل هذا النظام على تحويل اتجاه الرياح التي قد تؤدي إلى انخفاض درجة الحرارة.
ويمكن أن تظل القباب الحرارية ثابتة لعدة أيام حتى تتغير الظروف ويتحرك نظام الضغط العالي.
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن كين كونكل، أستاذ أبحاث علوم الغلاف الجوي في جامعة ولاية نورث كارولينا، قوله: "عندما يتطور نظام الضغط العالي في الغلاف الجوي العلوي، فإنه يتسبب في هبوط الهواء المتواجد تحته وضغطه، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة في الغلاف الجوي السفلي"، مضيفا: "ولأن الهواء الساخن يتمدد، فإنه يشكل قبة منتفخة".
بالعادة يتحرك الضغط الجوي الطبيعي من الغرب إلى الشرق، لكن أحيانا، تتعطل حركته عندما يضعف التيار الدافع، وعندما يزداد ضعفا، يتوقف بالكامل، وهو ما يمكن أن ينتج منطقة مستمرة من الضغط الجوي العالي في مكان واحد، فينزل الهواء نحو السطح ويتم ضغطه نحو الأرض، مكونا قبة حرارية.
يزدحم الهواء داخل حجم أصغر، ثم ترتفع درجة حرارته، حيث تمنع طبقة الضغط العالي الهواء الساخن من الارتفاع وتمنع تشكل السحب، مما يسمح لمزيد من إشعاع الشمس بضرب الأرض.
ويصبح الهواء الساخن المحصور أسفل نظام الضغط العالي أكثر دفئا بشكل متزايد؛ لأنه غير قادر على الهروب خارج القبة.
وعندما تسخن الأرض (الواقعة أسفل القباب الحرارية)، يمكن أن تجف وتصبح أكثر عرضة لدرجات الحرارة المرتفعة.
وإلى أن يتم التخلص من نظام الضغط العالي، يستمر الهواء الساخن المحبوس في تفاقم الظروف الساخنة على الأرض.
ويمكن أن تستمر القباب الحرارية من عدة أيام إلى أسابيع بسبب دورة ارتفاع درجات الحرارة.
تحدث القباب الحرارية في جميع أنحاء أمريكا وفي معظم أنحاء العالم تقريبا.
في عام 1995، ضربت موجة من الحرارة الغرب الأوسط وأودت بحياة ما يقرب من 600 شخص في منطقة شيكاغو.
وكانت موجة الحر في أمريكا الشمالية عام 1936 وموجة الحر الأوروبية عام 2003 من الأمثلة المدمرة الأخرى لظاهرة "القبة الحرارية".