في ظل انتشار واسع لظاهرة الوحدة والانعزال، شهد المجتمع الأمريكي في السنوات الأخيرة تراجعًا حادًا في مستوى العلاقات الاجتماعية.
ويقضي الأمريكيون أسبوعيًا ما يصل إلى ساعتين و45 دقيقة فقط مع معارفهم، مقابل 6 ساعات ونصف قبل عقد من الزمن، وفقًا لإحصاء تم إجراؤه حول كيفية قضاء الأمريكيين لوقتهم، في ظل ربط بين هذه الظاهرة والضغوط المالية والاقتصادية التي تشهدها البلاد في السنوات الماضية.
وقال الصحفي المتخصص بشؤون الاقتصاد ديفيد ليفنثال : "أصبح من المكلف جدًا الانخراط في أي نشاطات ترفيهية، وبالتالي العديد من الأشخاص بدأوا يبحثون عن القيام بنشاطات اجتماعية مجانية، خاصة وأن أثر العامل الاقتصادي يبدو واضحًا جدًا على النسيج الاجتماعي في أمريكا، والذي بدأ يتغير بشكل ملحوظ أيضاً بعد فترة وباء كورونا" .
وأرجع مختصون وخبراء وفق سكاي نيوز عربية، هذه الظاهرة لعدة عوامل، أبرزها التكنولوجيا الحديثة المتمثلة في وسائل التواصل المختلفة والأجهزة الذكية وألعاب الفيديو، والتي حلت كبديل أول عن لقاءات الأصدقاء في المقاهي واجتماعاتهم على موائد العشاء.
وفي هذا الخصوص، قال الصحفي، المتخصص في شؤون التكنولوجيا نيهال كريشان، إن "قضاء الناس وقتاً على هاتفهم المحمول، وخاصة على وسائل التواصل أو عبر إرسال رسالات نصية، يعطيهم شعورًا مزيفاً بأنه لديهم علاقات اجتماعية، وهو يشبه تناول وجبة خفيفة من الطعام بدلاً من الحصول على وجبة متكاملة من العناصر الغذائية، فلا شيء يوازي لقاء الأصدقاء بشكل شخصي ومباشر".
وأوضحت الدراسات الطبية كذلك أن لقاء الأصدقاء ومجالستهم، يرتبط بآثار صحية إيجابية مباشرة على الصحة العقلية والنفسية ومحاربة الاكتئاب، بالإضافة إلى الحد من الإصابة بعدد من الأمراض الأخرى.
ويعاني الأمريكيون من ثقل أعبائهم المالية والأسرية والمهنية، إذ تعبر شريحة واسعة منهم عن عدم قدرتها على الموازنة بين حياة اجتماعية صاخبة، تضج بالصداقات، ومتطلبات يومهم الاعتيادي.