في هذه الصورة التي نشرتها وكالة "رويترز" نرى مشهدًا لأحد الطرق السريعة في فرانكفورت في ألمانيا في ساعة الظهيرة، وهو خالٍ تمامًا من حركة السيارات والمركبات، وذلك على غير المعتاد في هذا الوقت من اليوم الذي يشهد في الغالب زحامًا.
ويعود السبب في ذلك إلى الاحتجاجات التي تشهدها ألمانيا، ويقودها نشطاء المناخ الذين صبوا جام غضبهم على سياسات حكومة البلاد فيما يتعلق بقطاع النقل.
وقطع الناشطون الطرق المؤدية إلى هذا الطريق السريع؛ فظهر خاليًا تمامًا من الحركة المرورية، كما لو كان طريقًا مهجورًا أو طريق أشباح، وليس أحد الطرق المهمة الرابطة بين المدن والمناطق الألمانية المختلفة.
ويطالب نشطاء المناخ بإسراع الخطى فيما يتعلق بقضية المناخ، وعدم إحباط الجهود الرامية إلى فرض حد عام للسرعة على الطرق، والتخلص التدريجي من المحركات التي تعمل بالطاقة غير المتجددة، كالنفط والفحم وغيرهما، والاستثمار على نطاق واسع في النقل العام.
وتواجه مطالب النشطاء بعض الصعوبات من الحزب الديمقراطي الحُر، الذي يسيطر على وزارة النقل الألمانية، ويعارض الجهود الرامية إلى تقليل الانبعاثات الضارة بالبيئة.
وتُعدُّ الاحتجاجات في ألمانيا جزءًا من "إضراب مناخي" عالمي، دعت إليه مجموعة "أيام الجمعة من أجل المستقبل"، وهي حركة عالمية ناشطة في قضايا البيئة والمناخ.
وتأتي تلك التحركات في الوقت الذي باتت فيه آثار ارتفاع درجات الحرارة محسوسة بالفعل في أجزاء عدة من كوكب الأرض، بما في ذلك أوروبا؛ إذ يواجه عدد من الدول الأوروبية موجة من الجفاف الشتوي، التي تُنذر بعام آخر من الجفاف بعد موجة جفاف قاسية شهدتها القارة العجوز الصيف الماضي.