لم توقفهن المعاناة الإنسانية التي تعيشها غزة وسكانها عن مواصلة حفظ القرآن الكريم، وترتيل كتاب الله، وتجويده؛ فقد قررت هؤلاء الفتيات إقامة خيام لتحفيظ القرآن في رفح، في الوقت الذي يتعرض فيه القطاع للقصف المميت، وينزح سكانه بالآلاف.
وفي هذه الصورة المتداوَلَة نشاهد عددًا من الفتيات الفلسطينيات قررن تحدي آلامهن، والظروف الإنسانية الصعبة؛ إذ أقمن حلقات لتحفيظ القرآن في الخيام التي نزحن إليها بعد تهدُّم مساكنهن من جراء القصف الإسرائيلي المتواصل.
وعلى الرغم مما يعانيه القطاع من أزمات نقص الغذاء، وارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض والأوبئة نتيجة تراكم الجثث وتعفنها تحت الأنقاض، واختفاء مظاهر الحياة، إلا أن ذلك لم ينل من عزيمة أهل غزة.
ودخلت الحرب الإسرائيلية الغاشمة على غزة يومها الـ106. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 24 ألفًا و762 شهيدًا، وجرح نحو 62 ألفًا و108 أشخاص.
وقالت "صحة غزة": "ارتكب الاحتلال الإسرائيلي 12 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، راح ضحيتها 142 شهيدًا، و278 مصابًا".
وأضافت في بيان: "عدد من الضحايا لا يزالون تحت الركام، وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
وأعلنت "الصحة الفلسطينية" تسجيلها رسميًّا "أكثر من 8 آلاف حالة بعدوى التهابات الكبد الوبائي الفيروسي من نوع (A) نتيجة الاكتظاظ، وتدني مستويات النظافة الشخصية في أماكن النزوح".
ورجحت أن "تكون أعداد الإصابة بعدوى التهابات الكبد الوبائي مضاعفة في أماكن النزوح المختلفة في قطاع غزة".