في 12 ديسمبر الجاري، دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة إلى "وقف إطلاق نار إنساني فوري" في غزة.. وعقب ذلك تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو قيل إنه يُظهر طرد السفير الإسرائيلي من تلك الجلسة "بعد شتمه للحاضرين".
لكن هذا الفيديو في الحقيقة مصوّر قبل بدء الحرب في غزة، وهو لإخراج السفير الإسرائيلي من قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعدما رفع لافتة مناوئة لطهران أثناء كلمة للرئيس الإيراني، حسب فريق البحث والتقصي بوكالة "فرانس برس".
ويظهر في الفيديو عناصر أمن يُخرجون مندوب "إسرائيل" في الأمم المتحدة "جلعاد إردان" من قاعة.
وجاء في التعليقات المرافقة: "طرد السفير الإسرائيلي بسبب شتمه الحاضرين بعد التصويت لوقف إطلاق النار في غزة".
وجاء انتشار الفيديو في هذا السياق عقب جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة في الثاني عشر من ديسمبر الجاري، أسفرت عن التصويت بأغلبية 153 صوتًا لصالح قرار غير مُلزِم يدعو إلى "وقف إطلاق نار إنساني فوري"، أي أكثر من عدد الدول التي تؤيد عادة القرارات التي تُدِين روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا (نحو 140 دولة).
ومنذ بدأت الحرب إثر الهجوم المباغت لحماس في السابع من أكتوبر؛ اضطرت واشنطن أكثر من مرة لأن تتصدى في المحافل الدولية للدفاع عن حليفتها، في ظل ضغوط متزايدة عليهما.
وفي مجلس الأمن الدولي، على سبيل المثال، استخدمت الولايات المتحدة مرتين متتاليتين حق النقض لمنع صدور قرارين يدعوان إلى "وقف إطلاق نار إنساني" في القطاع الفلسطيني.
في هذا السياق، نُشِر الفيديو الذي يدّعي ناشروه على مواقع التواصل أنه يُظهر طرد السفير الإسرائيلي من جلسة الأمم المتحدة بعد شتمه مندوبي الدول التي صوتت لصالح القرار.
لكن هذا الفيديو مُصَوَّر قبل أسابيع من بدء الحرب؛ مما يدحض ما قيل عنه على مواقع التواصل.
ويعود الفيديو في الحقيقة إلى سبتمبر الماضي، أي الشهر السابق على اندلاع الحرب، وقد نشرته وسائل إعلام على أنه يصور إخراج المندوب الإسرائيلي "جلعاد أردان"، أثناء كلمة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، لأنه رفع لافتة منددة بطهران.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية وعربية وغربية، أن "جلعاد أردان" رفع لافتة تندد بوفاة الطالبة الإيرانية مسها أميني أثناء توقيفها لدى الشرطة بتهمة انتهاك قواعد اللباس في سبتمبر 2022.
وأدت وفاة أميني إلى انطلاق حركة احتجاج واسعة النطاق في إيران خلّفت مئات القتلى، وإلى اعتقال آلاف الأشخاص.