بالصور من غزة.. عيد برائحة الموت وقليل من الفرحة

استقبلوه بالحزن والدموع
بالصور من غزة.. عيد برائحة الموت وقليل من الفرحة

في الوقت الذي استقبل فيه المسلمون في أصقاع الأرض العيد بفرحة وبهجة وسعادة غامرة، كان الفلسطينيون على النقيض يستقبلونه بالدموع والفزع وكثيرًا من الخوف، وفيما كان الناس يتزاورون ويستقبلون أقاربهم في المنازل والاستراحات والنوادي والمقاهي، كان سكان غزة يزورون أقاربهم في المقابر بعد أن لقوا ربهم في الحرب الإسرائيلية الغاشمة.

فالعيد في غزة كان برائحة الموت، عيد حزين في أجواء تسيطر عليها الكآبة، فلا طعم له والأحباب والأقارب إما يرقدون في القبور، أو يعانون أشد المعاناة في العراء بلا مسكن، أو جوعى بلا طعام، أو مرضى بلا دواء.

برنامج العيد في غزة كان شديد البساطة، إما زيارة إلى قبور الأحباء ممن استشهدوا في الحرب، والبكاء جوارها، أو الصلاة بجوار أنقاض المساجد التي استهدفها العدوان الإسرائيلي الغاشم، فيما كان يحاول الصغار خطف ابتسامة من هنا أو هناك وسط هذا الحزن والكآبة، أو تذوق بعض الكعك ممن أسعفهم حظهم بإعداد القليل منه من قليل الدقيق المتوفر بصعوبة بالغة.

الصور التي التقطت من غزة في أول أيام العيد تشع تعاسة وأسى، فلا مكان للفرح والمرح وسط آهات الوجع، وصرخات الموت التي لا تنتهي، في الوقت الذي انقضت فيه 6 أشهر من الحرب، ولا تزال الأوضاع ساخنة لا يمكن التنبؤ بما يمكن أن تسفر عنه الأيام المقبلة.

القليل من المرح

وعلى الرغم من قتامة المشهد العام في غزة، حاول البعض رسم الضحكة على الشفاه، ولو القليل منها، فأخذت بعض السيدات على عاتقهن إعداد حلوى العيد التقليدية مثل الكعك والمعمول مما توفر من الدقيق، في محاولة منهن لتجميل المشهد المأساوي، وإضفاء شيء من البهجة عليه.

فيما شوهد بعض الأطفال يمرحون ويلعبون حول مخيمات النازحين، فطبيعتهم وبراءتهم ترفض الحزن والكآبة، وتأبى أن يمر العيد دون ضحكات على الشفاه، والاستمتاع به مهما حاولت الظروف الصعبة منعهم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org