الحَر يُفاقم المعاناة.. عدوٌّ جديد ينضم للاحتلال الإسرائيلي في غزة

في ظل موجة حارة تضرب المنطقة منذ بداية يونيو
الحَر يُفاقم المعاناة.. عدوٌّ جديد ينضم للاحتلال الإسرائيلي في غزة

في شهر يونيو لا تزال آليات الاحتلال الإسرائيلي الثقيلة تجوب غزة، وتطلق رصاصها وطلقات مدفعياتها، وترمي طائراتها حمولتها الثقيلة من الصواريخ والقنابل على الرؤوس والأجساد الضعيفة، فضلاً عن انعدام الغذاء والماء النظيف والوقود.. وهذا ما يبدو أنه اعتاده سكان غزة منذ نحو 9 أشهُر، لكنَّ عدوًّا جديدًا انضم إلى القائمة، هو لفحات الشمس الحارقة، والحَر الحرور، اللذان يزيدان معاناة القطاع الجريح.

وفي درجات حرارة تلامس الأربعين، أو ما يزيد، ودرجات رطوبة عالية، تزيد من وطأة الحرارة، وتجعل الأجواء لا تطاق، يعيش السكان إلى جانب العدوان جحيمًا على الأرض.

وتواجه الأُسر التي تعيش في خيام أو في ملاجئ مزدحمة ارتفاع درجات الحرارة في ظل موجة حارة تضرب المنطقة منذ بداية يونيو، دون أدنى وسائل يمكن أن تعينهم على استمرار الحياة؛ إذ تغيب مكيفات الهواء والمراوح، فيما تنقطع إمدادات الطاقة والكهرباء، كما تغيب دورات المياه، ودون نظام صحي فعال وسط ارتفاع معدلات سوء التغذية والأمراض.

أزمات متفاقمة

وحذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من أن نقص الوقود في قطاع غزة يتسبب في انقطاع الكهرباء، وهو الأمر الذي يُعرِّض كذلك حياة المرضى أصحاب الحالات الحرجة للخطر، ويشمل ذلك الأطفال حديثي الولادة، ومرضى غسيل الكلى، وأولئك الذين يرقدون في أقسام العناية المركزة بالمستشفيات.

وقالت "أونروا" إن المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة بحاجة ماسة إلى الرعاية الصحية، موضحة أن عددًا قليلاً من مراكزها الصحية ما زالت تعمل في القطاع.

وأضافت بأن النقص الحاد في الأدوية والوقود يعيق عمليات إنقاذ الأرواح، مؤكدة أن الوصول الآمن والمستدام للمساعدات لا يمكن أن يتأخر أكثر من ذلك.

انعدام المياه النظيفة

ومن صور المعاناة في غزة اصطفاف العائلات والأفراد ساعات تحت أشعة الشمس اللاهبة أمام براميل المياه في انتظار ملء قواريرهم وزجاجاتهم بالمياه، بعد أن أحدث العدوان الإسرائيلي دمارًا واسعًا بالبنية التحتية لضخ الآبار؛ ما ساهم في تفاقُم البؤس، وزيادة معاناة السكان والنازحين.

ووفقًا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، فإن إنتاج المياه من آبار المياه الجوفية، التي تعد المصدر الرئيسي لإمدادات المياه في غزة، انكمش بنسبة تزيد على 50%، من 35.000 متر مكعب يوميًّا إلى 15.000 متر مكعب فقط.

وذكر "المكتب" أن مرافق المياه والصرف الصحي لا تزال تتضرر بسبب القتال، ويقوم الكثير من الناس بـ"جمع المياه من مصادر غير موثوقة في حاويات غير مناسبة"، وهم يفتقرون إلى لوازم النظافة، مثل الصابون؛ وهو ما يساهم في ارتفاع مستويات الإسهال والأمراض الجلدية، وتفشي التهاب الكبد الوبائي.

مجاعة وشيكة

كما تواجه غزة -إضافة إلى الطقس الحار، وانقطاعات الكهرباء، وصعوبة الحصول على المياه النظيفة- ما يمكن القول إنه مجاعة وشيكة.

ووفقًا لتحديث من مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، فإن أكثر من 495 ألف شخص (ما يمثل خُمس سكان غزة) يواجهون مستويات "كارثية"، توصف بأنها الأخطر من انعدام الأمن الغذائي.

ويشير التقرير إلى أن المسار الأخير لتقديم مساعدات الإغاثة في غزة سلبي، وغير مستقر إلى حد كبير.

وبحسب جاجان تشاباجين، المدير التنفيذي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، فإن الأزمة الغذائية في غزة وصلت إلى نقطة حرجة مع تزايُد خطر الجوع يوميًّا.

وأوضح "تشاباجين" أنه لا تزال هناك حاجة مُلحّة لاتخاذ إجراءات فورية؛ لمنع مزيد من الخسائر في الأرواح في غزة بسبب المجاعة، معبرًا عن شعوره بقلق بالغ إزاء القصف الأخير الذي وقع بالقرب من مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، وتسبب في أضرار، وعرّض حياة مئات المدنيين النازحين الذين يعيشون في الخيام للخطر.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org