شيّع المغرب الأحد ضحاياه بعد الزلزال العنيف الذي دمّر جزءاً كبيراً من البلاد، وأودى بحياة أكثر من ألفي شخص، وفق حصيلة رسمية من المتوقع أن ترتفع مع تواصل عمليات البحث.
وقرر المغرب الاستجابة لعروض مساعدة قدّمها كل من: المملكة العربية السعودية وبريطانيا وإسبانيا وقطر والإمارات، لمواجهة تداعيات الزلزال المدمر الذي خلف 2122 قتيلاً على الأقل، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية مساء الأحد.
وقالت الوزارة في بيان "استجابت السلطات المغربية في هذه المرحلة بالذات، لعروض الدعم التي قدّمتها الدول الشقيقة والصديقة: السعودية إسبانيا وقطر والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة، والتي اقترحت تعبئة مجموعة من فرق البحث والإنقاذ".
وأفاد البيان بأن "هذه الفرق دخلت هذا الأحد في اتصالات ميدانية مع نظيراتها المغربية". وكانت عدة دول قد أعلنت استعدادها تقديم المساعدة للمغرب وتضامنها معه بعد الزلزال الأعنف الذي تشهده المملكة.
لكن السطات المغربية "أجرت تقييماً دقيقاً للاحتياجات في الميدان"، وعلى أساسه قبلت عروض البلدان، وفق ما أوضح بيان وزارة الداخلية.
وأشار البيان إلى إمكانية "اللجوء إلى عروض الدعم المقدمة من دول أخرى صديقة"، مؤكداً ترحيب المملكة "بكل المبادرات التضامنية من مختلف مناطق العالم".
وبقيت الحصيلة المؤقتة للضحايا مستقرة في حدود 2122 شخصاً حتى السابعة والنصف مساء الأحد (18:30 ت غ) وفق وزارة الداخلية، وعدد الجرحى في 2421.
وسجّلت أكبر حصيلة للضحايا في إقليم الحوز (1351) جنوب مراكش، حيث تم تحديد بؤرة الزلزال، وفق ما أعلنت الوزارة في وقت سابق عصر الأحد.
ويمتد هذا الإقليم في معظمه على جبال الأطلس الكبير محتضناً عديداً من القرى النائية في الغالب، وسط تضاريس وعرة، ومعظم بيوتها تقليدية لا تطبق شروط مقاومة الزلازل.
وسُجّل تضرر أكثر من 18 ألف أسرة في هذا الإقليم من الزلزال، وفق ما أفادت به قناة "ميدي 1 تي في" التلفزيونية العمومية، حيث نصبت خياماً لإيوائها في المناطق المنكوبة.
وأكّدت الوزارة أن السلطات "تواصل جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى والتكفل بالمصابين من الضحايا، وتعبئة كل الإمكانات اللازمة لمعالجة آثار هذه الفاجعة المؤلمة".