في الذكرى العشرين لسقوط النظام.. لماذا غادر صدام حسين بسرعة مطعمًا وسط بغداد؟

في الذكرى العشرين لسقوط النظام.. لماذا غادر صدام حسين بسرعة مطعمًا وسط بغداد؟
تم النشر في

يروي الكاتب والباحث العراقي صباح ناهي حكاية الخروج المفاجئ للرئيس العراقي الراحل صدام حسين، من مطعم في بغداد، كان يعقد فيه اجتماعًا، وكيف ضرب صاروخ هذا المطعم عقب خروج صدام بدقائق، ليتساءل الكاتب: كيف عرف "صدام" أنه مُستهدَف بصاروخ؟

وتحت عنوان "لماذا غادر صدام المطعم مسرعًا؟" يرصد " ناهي" في تقرير بصحيفة "إندبندنت عربية"، أجواء الذكرى العشرين لسقوط نظام صدام في العراق، ناقلًا عن مصدر من الخط الأول في جهاز الاستخبارات العراقي في نظام صدام حسين، تفاصيل اللحظات الأخيرة؛ ومنها واقعة قصف المطعم.

ويقول "ناهي": حكاية خروج صدام المفاجئ من "بيت الساعة" في حي الداودي، أثارت كثيرًا من القصص والروايات تصلح لتغطي مجلدات، كيف عرف "صدام" أنه مستهدَف بصاروخ؟ وبينه وبين الصاروخ دقائق معدودة؟

رسالة البريد السري.. قتل الخائن

ويضيف "ناهي": مصدري الذي التقيته أخيرًا، وهو من الخط الأول في جهاز الاستخبارات، وكان في الإدارة الأمنية المتقدمة وموضع ثقتها، يقول مصدري: "حين كنت أمسك قطاعًا (جزءًا) مهمًا لتأمين العاصمة وسط بغداد، وردني من طريق البريد السري وبتوقيع الرئيس الشخصي، أمر بتعيين مدير جديد لجهاز الاستخبارات، هو خالد سلطان التكريتي، أحد مرافقي الرئيس، وأحد المسؤولين في الجهاز، وتضمّن الكتاب فقرة تحث على إلقاء القبض على الخائن مدير الجهاز الحالي، وقتله إن لزم الأمر في أي مكان تلقونه!".

ويتابع: "كان هذا أول اهتزاز للسلطة والحكم في نظري، في النظام الذي اعتاد ألا يمسك مسؤولية جهاز الاستخبارات إلا من هم أهل ثقة في السلطة وعند الرئيس صدام".

غياب مدير الاستخبارات عن اجتماع "صدام"

يضيف: "ولدى التدقيق الذي أجريته وقتها، بعد الحادثة، فإن مدير الجهاز طاهر الحبوش تخلّف عن حضور اجتماع مصغر ملزم الحضور مع الرئيس صدام في غرفة لصيقة بمطعم الساعة في حي المنصور، وبعد السؤال عن عدم حضوره، طلب الرئيس صدام مغادرة المكان فورًا، بعدها قُصف المركز بطائرة كانت تحوم حول المكان، أطلقت صاروخًا ذا قدرة تدميرية هائلة، كان يستهدف حياة الرئيس ومن معه في ذلك المكان".

خيانة

ولم يستبعد المسؤول الأمني الكبير أن يكون مدير الجهاز قد سلّم وتعاون مع القوات الأمريكية مقابل ضمان حياته وأمنه الشخصي، فهو كان مشغولًا بالسؤال مع ضباط الجهاز عن اندلاع الحرب وحصول الضربة من عدمها، وكان يحاول أن يعرف إمكانية اندلاع حرب، كما ذكر لي أحد المسؤولين القدامى في الجهاز، الذي كان يستغرب أسئلة مديره عن الحرب واحتمال وقوعها.

50 مليون دولار ليؤمّن حياته

ويؤكد ذلك المسؤول الأمني الذي يمتلك وثائق دامغة، أن مديره الهارب قد "أخذ 50 مليون دولار ليؤمّن حياته وهروبه وتخفيه، وترتيب ما يلزم لنفي التهمة التي ثبتها عليه الرئيس نفسه بكتاب تم تعميمه على الأجهزة الأمنية"، على حد قوله.

وينهي "ناهي" قائلًا: هذه واحدة من عشرات القصص التي أحاطت اللحظات الأخيرة من دقائق وأيام سقوط النظام السابق.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org