بانتهاء شهر الصوم، مع ما واكبه من حصد الصائم لفوائد صحية كثيرة ومهمة؛ سيتحسن الأداء العام للوظائف الحيوية للجسم.. يطرح سؤال نفسه عن الأسلوب الصحيح الذي يتوجب على الإنسان اتباعه في مواصلة الحياة بعد الصوم؛ خصوصًا ما يرتبط منها بعلاقته بالطعام.. وحول ذلك، حذّر مؤسس مدرسة الصحة في مدينة دنفر بولاية كولورادو الأمريكية، العالم تيلدن، من أن الصوم سيتحول إلى عملية بلا فائدة إذا ارتد الشخص إلى عادته الغذائية السيئة في تناول الطعام قبل الصوم؛ مبينًا أن نتائج الصوم ستكون مؤقتة وعارضة مع هذا الارتداد الخاطئ، وأن المحافظة على نتائج الصوم تتطلب اتباع نمط معيشي صحيح بعد الصوم.
وأفاد "تيلدن" بأن الصوم يُعد وسيلة من وسائل التنظيف والراحة الفسيولوجية، تؤهل أعضاء جسم الإنسان لنمط حياة منضبط وصحيح في فترة ما بعد الصوم؛ وبناء على ذلك فإن من الضروري جدًّا أن يجري الاستمرار بما بدئ العمل به أثناء الصوم في العناية بالجسم، وأوصى في إطار الوصول إلى هذه الغاية، بالاعتماد على حمية غذائية جيدة، وممارسة رياضة مناسبة، والتعرض لأشعة الشمس لبعض الوقت في فترة الصباح قبل الساعة التاسعة، واستنشاق الهواء النقي، والمحافظة على الراحة العقلية والجسمية، والابتعاد عن العادات الضارة بالجسم.
وفي توضيح فعالية الصوم في المحافظة على صحة الإنسان والمساعدة في شفاء المرضى، شرح "تيلدن" الفرق بين تأثير العقاقير وتأثير الصوم على المرضى؛ مبينًا أن الأدوية والعقاقير تكتفي بإزالة أعراض المرض حتى يحصل التجدد والنشاط في الجسم؛ إلا أن إزالة الأعراض في حد ذاتها لا تشكل طريقة التجدد والشفاء؛ في حين أن الصوم يزيل الأسباب الداخلية للمرض إزالة تامة، فيخلص الأعضاء من كل ما بها من سموم؛ ولذلك يصبح التجدد والشفاء الحاصلان بتأثير الصوم حقيقيين ولا يقتصران على اختفاء الأعراض فقط.
ولا فرق بين الأصحاء والمرضى في الاستفادة الصحية من الصوم، وفي ضوء ما يؤكده المختصون بأنه لا يوجد شخص على وجه الأرض كامل الصحة والعافية تمامًا؛ فإنه لا يوجد جسم غير قابل للاستفادة من الصوم، وهذا ما يوجب على الإنسان المحافظة على المكتسبات الصحية للصوم بعد انقضاء شهر رمضاء؛ بالابتعاد على العادات الغذائية السيئة، واتباع نمط معيشي صحي يمزج بين البرنامج الغذائي الجيد وممارسة الرياضة.