137 عامًا مرت على اندلاع إضراب شيكاغو، حينما غادر أكثر من 300 ألف عامل من العمال مصانعهم في جميع أنحاء البلاد، ومن ثم اندلاع الأحداث المأساوية التي أسفرت عن مقتل عدد من المضربين، وهي الأحداث التي مهدت إلى إقرار يوم 1 مايو من كل عام يومًا للعمال في جميع أنحاء العالم.
ولم تختلف الأحداث كثيرًا في 2023 بعد مرور 137 عامًا على أحداث عام 1886، فقد ارتجت عدد من العواصم العالمية بفعل عددٍ من المظاهرات والاحتجاجات بالتزامن مع الاحتفالات بيوم العمال.
فقد تظاهر نحو مليوني شخص في فرنسا في احتجاجات على نظام التقاعد الذي أقرته الحكومة الفرنسية أخيرًا، وشهدت الأحداث تصادمًا بين المحتجين والشرطة، أدت إلى إصابة عددٍ من رجال الشرطة، واعتقال بعض المتظاهرين.
وأظهرت مقاطع وصور متفرقة الأضرار التي لحقت بالممتلكات، والشغب الذي صاحب الاحتجاجات التي عمت أكبر المدن الفرنسية، وعلى رأسها العاصمة باريس، فيما تأثرت حركة الملاحة الجوية في البلاد، مع إلغاء عددٍ من الرحلات في المطارات الفرنسية.
وفي ألمانيا لم يكن الحال أفضل كثيرًا، فقد اشتبك المتظاهرون مع رجال الشرطة احتجاجًا على "الأجور الظالمة"، وغلاء المعيشة، فيما رشق المتظاهرون المباني الحكومية في إيطاليا بالبيض؛ اعتراضًا على ارتفاع الضرائب على العاملين، وتقليص إعانات البطالة.
وفي إسطنبول التركية، وضعت الشرطة حواجز ومنعت المتظاهرين من دخول ميدان تقسيم بوسط المدينة، فيما شهدت البلاد احتجاجات بالتزامن مع يوم العمال، مما أدى إلى اعتقال بعض المحتجين من طرف الشرطة التركية.
ومن القارة العجوز إلى القارة الآسيوية، حيث تظاهر الآلاف من خلال التجمعات والمسيرات مطالبين بحقوقهم العمالية والوظيفية، وبتحسين ظروف عملهم، وزيادة رواتبهم.
وخرج نحو 100 ألف شخص في العاصمة الكورية سيول؛ للمطالبة بزيادة الرواتب، وتحسين ظروف العمل، وهو الأمر الذي تكرر في العاصمة الفلبينية مانيلا.
كما تظاهر آلاف العمال في شوارع العاصمة الإندونيسية جاكرتا، بعد أن أدى ارتفاع التضخم، والمخاوف من نقص الغذاء إلى تدني مستوى المعيشة في البلاد.
فيما احتفل العاملون في العاصمة التايوانية تايبيه بيوم العمال على طريقتهم؛ وذلك بالتنديد والاحتجاج على ظروف العمل، والمطالبة بتحسينها، وزيادة الرواتب.