أطلقت الصين يوم السبت الماضي 31 أكتوبر آخر جزء من المحطة الفضائية الصينية التي بدأت بناؤها في مايو من العام الماضي على ثلاث مراحل، حيث تم في كل مرحلة إطلاق جزء من المحطة وتم تجميعها وتركيبها في المدار، وكل جزء من أجزاء المحطة كان كبيرًا وثقيلاً لذلك كان يحتاج إلى صاروخ عملاق صممته الصين خصيصًا لهذه المهمة وهو لونج مارش 5 بي.
وفي التفاصيل، قال الباحث الفلكي "ملهم بن محمد هندي" عضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء لـ "سبق"، إن هذا الصاروخ العملاق الذي يبلغ طوله 53 مترًا ووزنه وهو فارغ 20 طنًا، يعتمد على آلية إيصال الحمولة للمدار على ارتفاع 450 كلم ثم يترك جسم الصاروخ ليأخذ مسار سقوط حر نحو الأرض وهو ما يسمى بعملية (الدخول غير المنضبط) وهو يعني عدم التحكم في هذا الحطام أثناء سقوطه فلا يمكن تحديد موقع ومكان سقوطه.
وقال : على الرغم من استخدام هذه الطريقة في العديد من العمليات الفضائية إلا أنها تكون للأجزاء الصغيرة التي غالبًا ما تتبخر أثناء احتراقها بالغلاف الجوي للأرض، ولكن مع الصاروخ الصيني فالحجم والوزن الكبير هو ما يثير القلق لدى وكالات الفضاء والمهتمين بمجال السلامة.
وأضاف : لقد أثار الصاروخ الصيني القلق في إطلاق كل مرحلة للمحطة الفضائية فسقط أول صاروخ في الأجواء الصينية دون تقارير عن وصول حطام لسطح الأرض، أما الصاروخ الثاني في يوليو الماضي فقد دخل في أجواء ما بين الفلبين وإندونيسيا ووصل أجزاء من الحطام لسطح الأرض في أحد الجزر الإندونيسية المأهولة دون أضرار بشرية أو مادية.
وأشار الفلكي "هندي" إلى أنه مع الإطلاق الأخير يتكرر سيناريو القلق العالمي حول الصاروخ الصيني وخصوصًا أنه يمر فوق 80 % من سكان العالم بما فيها جميع الدول العربية، ولأنه غير متحكم به ودخوله يعتمد على ظروف مختلفة فيبقى هامش الخطأ في توقع موقع وتوقيت سقوطه كبير حتى قبل سقوطه بساعة، وتشير التحليلات الأولية لمسار الصاروخ إلى أنه يتوقع سقوطه بين مساء اليوم الجمعة 4 نوفمبر وصباح السبت 5 نوفمبر.