أظهرت دراسة أمريكية جديدة خطر السمنة على تطور الدماغ لدى الأطفال، حيث أشارت إلى أن التطور المعرفي عند الأطفال يتأثر سلباً، كلما زادت أوزانهم.. فما مدى حقيقة ذلك؟
وتفصيلاً، حذرت إحصائية جديدة للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، من انتشار السمنة بين الأطفال بشكل واسع، فهي تصيب اليوم واحداً من أصل خمسة أطفال، وهو رقمٌ يثير القلق لارتباط السمنة بأمراض مزمنة كالسكري والقلب والكلى، وفقاً لسكاي نيوز عربية.
واعتمد باحثون من جامعة ييل الأمريكية، على هذه الإحصائية لدراسة تأثيرات زيادة الوزن على النمو الدماغي لدى الأطفال وتطورهم المعرفي حتى مرحلة المراهقة.
وكانت نتائج الدراسة مثيرة للانتباه، حيث وجدت أن السمنة تسبب تغييرات دقيقة في شكل أدمغة الأطفال وتؤثر على المادة البيضاء المسؤولة عن إرسال الإشارات العصبية، وهي تغييراتٌ يعلّق عليها الباحثون بأنها تؤخر القدرات العقلية والإدراكية للأطفال الذين يعانون زيادة وزن.
وراجع الباحثون النقاط الخاصة بمؤشر كتلة الجسم لدى الأطفال واستخدموا صور الرنين المغناطيسي للدماغ، لتحديد التغييرات الحاصلة في أدمغتهم، وخلصوا إلى أن زيادة الوزن في مرحلة الطفولة مرتبطة بتراجع صحة الدماغ، وضعف الأداء الإدراكي لا سيما في مجال الدراسة أو الوظائف الموكلة للطفل.
وذكرت دراسة سابقة نشرتها المجلة الأمريكية لعلم الأوبئة أن الأطفال ذوي المهارات اللفظية والتنفيذية العالية، كانوا أقل عرضة لزيادة الوزن، كما أن السلوكيات الغذائية الصحية، ساهمت بشكل كبير في تحسين الوظائف الإدراكية لديهم.
ويرى استشاري طب الأطفال، أحمد عبد العال، بأن "جديد الدراسة ليس التأثير التي تسببها السمنة على الدماغ، بل هو إثبات ذلك التأثير تشريحياً".
وأضاف استشاري طب الأطفال: "العادات الغذائية الخاطئة هي السبب وراء الزيادة المفرطة في الكتلة الجسمية عند الصغار.. وهي تبدأ للأطفال منذ الولادة خصوصاً الأطفال الذي يرضعون الحليب المصنع، حيث تتكون عندهم خلايا دهنية كثيرة في سن مبكر".
ووصف أحمد عبد العال زيادة الوزن عند الصغار بـ"القنبلة" قائلاً: "سمنة الأطفال قنبلة موقوتة وبطيئة، لذلك يلزم علينا كأطباء توعية الأمهات على خطورتها".
وطرح استشاري طب الحلول التالية لتجنب المخاطر الصحية للسمنة وشملت الآتي:
- إبعاد الأكل الغير صحي من البيت ومراقبة غذاء الطفل في المدرسة.
- مراقبة وزن الطفل من البداية وعند ما تصل الكتلة الجسمية إلى 25 كلغ نبدأ مباشرة في اتخاذ الإجراءات.
- أخذ خمس حصص من الفواكه والخضروات يومياً، سواء الأطفال وكبار سن.
- ساعتان أو أقل من الأجهزة الذكية في اليوم.
- ساعة من الرياضة على الأقل في اليوم.
- الابتعاد عن السكر والإكثار من شرب المياه للصغار والكبار.