في يوم حافل بالتوتر والترقب، شهدت المحكمة الفيدرالية في ويست بالم بيتش، بولاية فلوريدا الأمريكية، قضية هزت الرأي العام الأمريكي.. ريان ويسلي روث، الرجل الذي لم يكن اسمه معروفًا، تداولت صوره وسائل الإعلام وهو متهم رئيسي في محاولة اغتيال الرئيس السابق المرشح الرئاسي الجمهوري، دونالد ترامب.
وحسب موقع "الحرة"، في ساعات الفجر الأولى من يوم الأحد، كان "روث" يراقب بحذر ملعب الغولف الخاص بترامب. كان مختبئًا هناك، في صمت مطبق، مدة 12 ساعة، محاولًا التواري خلف الأشجار الكثيفة.
لكن لحظة واحدة غيّرت كل شيء، عندما لمح أحد عملاء الخدمة السرية فوهة بندقية بارزة من بين الأشجار. انقلب المكان الهادئ فورًا رأسًا على عقب. أطلق العميل أربع طلقات، محاولًا درء الخطر المحدق، وبدأ الاضطراب والاستنفار يعم المكان.
وبينما كانت الشرطة تتعقب خيوط هذه المحاولة الفاشلة، تكشفت تفاصيل صادمة.
"روث" (58 عامًا)، الذي كان له سجل إجرامي طويل، وماضٍ من الاتهامات المتعلقة بجرائم الأسلحة؛ لم يكن مجرد مجرم عادي؛ بل كان يخطط منذ فترة لهذه اللحظة، وقد أُحبطت محاولته قبل أن تتحول إلى كارثة.
المطاردة التي تلت ذلك كانت مشهدًا دراميًّا في حد ذاته؛ فبعد أن فر "روث" تاركًا وراءه بندقيته الهجومية وحقيبتيْ ظهر؛ بدأت السلطات في ملاحقته على طول الطريق السريع I-95.
لم يكن أمامه مجال للهروب؛ تمكنت السلطات من توقيفه بعد مطاردة امتدت عبر مقاطعات ويست بالم بيتش. وألقي القبض عليه في نهاية المطاف.
"روث" الذي عُرف عنه دعمه العلني لأوكرانيا في صراعها مع روسيا، قضى وقتًا في كييف؛ حيث انضم إلى المتطوعين الأجانب لدعم الجهود الأوكرانية ضد الغزو الروسي.
لم يكن "روث" شخصًا عاديًّا؛ بل عبّر في لقاءات صحفية سابقة عن استعداده للموت في سبيل قضية يؤمن بها، وربما كانت هذه اللحظة في بالم بيتش هي نقطة النهاية التي كان يتوقعها لنفسه.
أظهرت سجلات هاتف روث المحمول، أنه كان بالقرب من محيط ملعب الغولف الخاص بترامب من حوالى الساعة الثانية صباحًا حتى 1:31 مساء؛ بحسب ما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" عن وثيقة دعوى جنائية رُفعت ضد "روث".
وتشير التفاصيل، التي تم الكشف عنها في وثيقة المحكمة التي تتهم روث بارتكاب جرائم سلاح فيدرالية، إلى مستوى ما من التخطيط المسبق من جانب المشتبه فيه، الذي كان لديه تاريخ طويل من الإدانات الجنائية؛ بما في ذلك حيازة سلاح "الموت الجماعي والدمار"، والذي كان من شأنه أن يمنعه من امتلاك سلاح.
والاثنين، وبالإضافة إلى اتهامه بحيازة سلاح ناري رغم كونه مجرمًا؛ فقد اتُّهِم أيضًا بحيازة سلاح ناري برقم تسلسلي غير واضح؛ الأمر الذي جعل من الصعب على سلطات إنفاذ القانون تحديد كيفية حصوله على السلاح.
وقال مسؤول مطلع على التحقيق إن المحققين يحاولون استعادة الرقم التسلسلي حتى يتمكنوا من تعقبه، بحسب الصحيفة.
وحُددت جلسة الاحتجاز في 23 سبتمبر، كما حُددت جلسة توجيه الاتهام في الـ30 من الشهر ذاته.
ومن المتوقع أن توجه إلى "روث" تهم أخرى خلال جلسة استماع إضافية تُعقد في وقت لاحق. وبدا هادئًا في الجلسة الأولى المقتضبة، وأجاب بـ"نعم" بنبرة خافتة، على أسئلة عدة وجهها إليه القاضي رايون ماكيب، من المقاطعة الجنوبية في ولاية فلوريدا الأمريكية؛ بحسب وكالة "فرانس برس".
ونجا ترامب مما بدا أنها محاولة اغتيال ثانية أحبطها مكتب التحقيقات الاتحادي الأحد قرب ملعبه للغولف في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا.
وقال ريك برادشو، قائد شرطة مقاطعة بالم بيتش في مؤتمر صحفي، إنه وبعد رصد ماسورة البندقية على مسافة تتراوح بين 375 و457 مترًا عن مكان ترامب أثناء تطهير المكان من التهديدات المحتملة قبل مباراته، اشتبك العملاء مع المسلح وأطلقوا ما لا يقل عن أربع خزائن من الذخيرة في حوالى الساعة 1:30 ظهرًا بالتوقيت المحلي.
وعلى الفور ألقى المسلح بندقيته الهجومية من طراز إيه.كيه- 47 (كلاشنيكوف)، وحقيبتي ظهر، وأشياء أخرى وفَرّ في سيارة نيسان سوداء. وقال قائد الشرطة إن أحد الشهود رأى المسلح ونجح في التقاط صور لسيارته ولوحة القيادة.
وتابع برادشو: "فعل جهاز الخدمة السرية بالضبط ما كان ينبغي القيام به"؛ فبعد فرار المشتبه به، أرسل مسؤولو إنفاذ القانون إنذارًا للأجهزة في أنحاء الولاية مع بيانات السيارة؛ وهو ما أدى لنجاح مساعدي قائد الشرطة في مقاطعة مارتن المجاورة في توقيف المشتبه به والقبض عليه على الطريق آي- 95.