
أفادت وكالة الصحافة الفرنسية أن فريقًا من الباحثين في نيويورك أجرى دراسة موسعة حول كيفية تكيف الفئران مع الحياة الحضرية، حيث يقدر عددها في المدينة بنحو ثلاثة ملايين فأر، أي ما يعادل فأرًا لكل ثلاثة أشخاص.
وأوضحت الدراسة أن معظم هذه القوارض من الفصيلة النرويجية البنية التي وصلت إلى نيويورك في مطلع القرن الثامن عشر، وتعاقب عليها أكثر من 500 جيل شهدت خلالها طفرات جينية مرتبطة بالغذاء والحركة والجهاز العصبي.
اعتمد الباحثون على كاميرات حرارية وأجهزة تسجيل متطورة في منطقة مانهاتن، كما استعانوا بتقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل الحركات والأصوات غير المسموعة للبشر.
وكشفت النتائج أن الفئران تستخدم موجات فوق صوتية للتواصل، أحيانًا تفوق في شدتها صافرات سيارات الإسعاف، وهو ما اعتبره العلماء دليلاً على طبيعتها "الثرثارة".
وأشارت إيميلي ماكفيشيوس، أخصائية طب الأعصاب المشاركة في الدراسة، إلى أن الفئران الأصغر سنًا تتحرك في مجموعات تصل إلى عشرين فأرًا، وكأنها في طور التعلم، بينما تسير الفئران الأكبر منفردة في مهمة استكشاف تنقل خلالها المعلومات إلى باقي المستعمرة.
وأضاف الباحث رالف بيترسون أن هذه القوارض "اجتماعية ومرنة وقادرة على البقاء في بيئات قاسية للغاية".
وأكد الخبراء أن محاولات القضاء على الفئران بالسم تبقى محدودة الأثر بسبب سرعة تكاثرها ومخاطرها البيئية، مشددين على أن الحل الأمثل يكمن في تهيئة بيئة حضرية غير مناسبة لمعيشتها، إلى جانب البحث عن حلول مبتكرة مثل أنظمة المراقبة والروبوتات لتحديد أماكن تجمعها.