نجت شركة صناعة السيارات الفاخرة الإيطالية "فيراري"، من محاولة احتيال محتملة هذا الشهر، استُخدمت خلالها تقنيات "التزييف العميق".
وكشفت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، أن أحد المديرين التنفيذيين في "فيراري" تلقى هذا الشهر مجموعة من الرسائل "غير المتوقعة"، ومكالمة هاتفية بدا أنها من الرئيس التنفيذي، بينيديتو فينيا.
وجاء في إحدى الرسائل عبر تطبيق "واتساب"، التي يُزعم أنها من "فينيا": "مرحبًا، هل سمعت عن عملية الاستحواذ الكبيرة التي نخطط لها؟ قد أحتاج مساعدتك".
ولم تكن الرسائل صادرة عن الرقم المعتاد للرئيس التنفيذي، بل من رقم آخر. كما أن صورة الملف الشخصي لم تكن الصورة المعتادة، بل صورة أخرى لـ"فينيا" وهو يقف ببدلة وربطة عنق، وذراعيه مطويتان، أمام شعار حصان فيراري الشهير.
وجاء في رسالة أخرى: "كن مستعدًا لتوقيع اتفاقية عدم الإفشاء التي سيبعثها لك محامونا في أسرع وقت ممكن. تم بالفعل إبلاغ الجهة المنظمة للسوق الإيطالي وبورصة ميلانو. كن مستعدًا من فضلك، وأرجو التكتم التام".
وبعد ذلك، تلقى المدير التنفيذي مكالمة هاتفية، من المدعي أنه الرئيس التنفيذي للشركة، حيث كان الصوت الذي يحاكي فينيا مقنعًا للغاية، وتقليدًا مثاليًا للكنة الجنوبية الإيطالية، وفقًا لـ"بلومبيرغ".
وقال أشخاص مطلعون على الواقعة للوكالة، إن ما حدث كان أحد أحدث استخدامات أدوات "التزييف العميق" لإجراء محادثة هاتفية مباشرة بهدف اختراق الشركة.
ووفق الوكالة، بدأ المحتال باستخدام تقنية "التزييف العميق" في مكالمته، بشرح أنه يتصل من رقم هاتف محمول مختلف لأنه يحتاج إلى مناقشة أمر سري، حيث إنها صفقة قد تواجه بعض العقبات المتعلقة بالصين وتتطلب إجراء معاملة تحوط عملة غير محددة سيتم تنفيذها (استثمارات جديدة بهدف تقليل المخاطر الناتجة عن تقلبات أسعار الصرف).
لكن سرعان ما شك المدير في الأمر، وفقًا للأشخاص المطلعين على الأمر، حيث بدأ يلاحظ النبرة الآلية، ليقول له: "آسف بينيديتو، لكني أحتاج إلى تحديد هويتك".
وطرح المدير سؤالاً على المحتال: "ما عنوان الكتاب الذي أوصيتني به قبل أيام قليلة"، فكان الرد إنهاء المكالمة فجأة"، حسب "بلومبيرغ".
وأكد الأشخاص المطلعون على الحادثة، والذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية الأمر، أن شركة السيارات الفاخرة الإيطالية خرجت من هذه المحاولة، دون أن تصاب بأذى، بعد أن أدرك المدير الذي تلقى المكالمة أن هناك شيئًا ما غير صحيح.
وقالوا إن فيراري فتحت تحقيقًا داخليًا. فيما رفض ممثلو الشركة التي تتخذ من مارانيلو الإيطالية مقرًا لها، التعليق على الأمر.