"ما زلت أتذكر وجه أمي والسوق الذي كنا نذهب إليه"، كانت هذه هي بداية عثور صبي إندونيسي على أسرته والعودة إليها بعد 12 عامًا من اختطافه، أما مفتاح العودة فكان في خرائط جوجل.
وحسب صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، كان الطفل عرفان واهيو إنغاسورو، في الخامسة من عمره حين كان عائدا إلى منزله من متجر ألعاب الفيديو بمدينة سرانجين ريجنسي في مقاطعة جاوا الوسطى الإندونيسية، وفجأة شاهد فنانًا يغني بالشارع، فوقف الطفل بعفوية يستمع إليه، وحين انتهى من الغناء كان الطفل في حالة ذهول، جعلت الفنان يقترب منه ويسأله عن منزله؛ لكن ارتباك الطفل أثار مطمع الفنان، الذي أمسك بيده وأخبره أنه سيعيده إلى المنزل؛ لكنه لم يعد إلا بعد 12 عامًا من ذلك اليوم.
وتمضي الصحيفة مع المأساة وتقول: ظل الطفل "عرفان" يتجول مع الفنان في الشوارع لمدة عامين، يساعده في عمله، ويجمع ما يجود به المشاهدون والمستمعون، حتى جاء يوم وجد الطفل نفسه في مطاردة مع الشرطة، التي ألقت القبض على الفنان وأودعت الطفل دارًا للأيتام.
وخلال فترة وجوده في دار الأيتام، هدأ الصبي من التجول في الشوارع، وكان كلما حانت له الفرصة يجلس في ركن بعيد، يتذكر حياته القديمة مع عائلته، ولمحات عديدة من طفولته.
وهذه الذكريات التي كان يلح على استعادتها، تَحَوّلت إلى معلومات مفيدة وبداية العودة، حين نجح في تحديد سوق محلي صغير بالقرب من منزله، كان يذهب إليه برفقة جدته لشراء احتياجات البيت.
ومع التطور التقني، استخدم المراهق خرائط جوجل لتحديد موقع السوق، وأعطى العنوان لمشرفي دار الأيتام الذين تواصلوا مع بعض الأفراد بهذا السوق وحصلوا على معلومات وصور للعائلة، وما إن رآها "عرفان" حتى استعاد كل الذكريات الممزوجة بالفرح.
ويقول "عرفان" للصحيفة: "ما زلت أتذكر وجوه أبي وأمي وإخوتي".. حتى عاد أخيرا إلى أسرته وسط فرحة هزت الجميع.
واعترف والده "سوبارنو" أنه فَقَد الأمل تقريبًا في العثور على ابنه بعد 11 عامًا؛ ولكن كان لا يزال لديه أمل بأنه على قيد الحياة وبصحة جيدة.