خلال السنوات الست الأخيرة، انتقل التعليم المنزلي من كونه نمطًا تعليميًّا هامشيًّا، إلى أحد أسرع أشكال التعليم نموًّا في أكثر من 32 ولاية أمريكية، وانتشر بشدة في الولايات المتحدة.
ووفقًا لتقريرٍ نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، يُعزَى هذا النمو الكبير في التعليم المنزلي إلى عدة عوامل، ومن بينها المخاوف المتزايدة من وقوع حوادث إطلاق نار في المدارس، والتنمر، وجودة البيئة المدرسية بشكل عام؛ حيث يعتبر الآباء والأمهات أن هذه المشاكل يصعب التعامل معها في البيئة المدرسية التقليدية، ويرون في التعليم المنزلي بديلًا يمكن أن يوفر بيئة تعليمية آمنة وملائمة لأطفالهم.
ويشير التقرير إلى أن التعليم المنزلي كان قانونيًّا جزئيًّا حتى عام 1993، عندما أصدرت جميع الولايات الأمريكية تشريعات تسمح بتعليم الأطفال في المنزل بشكل كامل، مع وجود متطلبات محددة مثل الزيارات المنزلية المنتظمة من قِبَل المسؤولين التعليميين للتأكد من جودة التعليم المقدم في المنزل.
ومنذ ست سنوات، شهد عدد الأسر التي تمارس التعليم المنزلي زيادةً ملحوظة. ورغم أن النسبة كانت في ارتفاع قبل جائحة كورونا؛ إلا أنها ارتفعت بشكل أكبر بدايةً من بداية الجائحة.
وارتفعت نسبة التعليم المنزلي من 2.8% في عام 2019 إلى 5.4% في عام 2021؛ وفقًا للمركز الوطني للإحصاءات والتعليم.
ويشار إلى أنه قبل الجائحة، كان هناك حوالى 1.5 مليون طفل يتلقون التعليم في المنزل، وتتواصل الزيادة في الأرقام.
وتشير التقارير الأمريكية إلى أن من المتوقع أن يصل عدد الأطفال الذين يتلقون التعليم في المنزل في الولايات المتحدة إلى 2.7 مليون طفل بحلول نهاية العام الحالي.
ووفقًا للمسؤولين في المناطق التعليمية الأمريكية؛ فإن التعليم المنزلي يعتبر واحدًا من الأشكال الجيدة جدًّا لتلقي الأطفال للتعليم؛ مشيرين إلى أن التجارب على مدى 30 عامًا أثبتت نجاحها، مطالبين بتعزيز التعليم المنزلي، وتوفير الدعم اللازم للأسر المهتمة بهذا النمط التعليمي.