كشفت دراسة جديدة أن أكل لحوم البشر كان ممارسة جنائزية معتادة في أوروبا، قبل نحو 15 ألف عام؛ حيث كان الناس يأكلون موتاهم، ليس بدافع الحاجة، بل كجزء من ثقافتهم.
وحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية: ذكرت الدراسة التي نشرت في مجلة "Quaternary Science Review"، أن عثور الباحثين سابقًا على عظام مقضومة وجماجم بشرية تم تعديلها كي تصبح أكوابًا داخل أحد الكهوف في إنجلترا، لم يكن مصادفة.
وركزت الدراسة على الفترة المجدلية في أواخر العصر الحجري القديم، وراجع خبراء في متحف التاريخ الوطني في لندن الأدبيات لتحديد 59 موقعًا مجدليًّا يحتوي على بقايا بشرية.
وأشارت الدراسة إلى وجود 15 دليلًا لبقايا بشرية عليها علامات مضغ، وعظام جمجمة عليها علامات قطع، وعظام مكسورة عمدًا، كشفت نمطًا مرتبطًا باستخراج نخاع العظم للحصول على العناصر الغذائية؛ ما يشير إلى ممارسة أكل لحوم البشر.
وكشفت أدلّة أخرى أنه في بعض الحالات تم خلط البقايا البشرية مع بقايا الحيوانات.
ورأى الباحثون أن هذه الممارسة الشعائرية على البقايا البشرية وحدوثها المتكرّر في مواقع من شمال إلى غرب أوروبا، يشير إلى أن أكل لحوم البشر كان أحد طقوس الدفن، وليس نظامًا غذائيًّا.
ولفتت الدراسة إلى أن حالات أكل لحوم البشر في المقابر الجنائزية كان معتمدًا للتخلص من موتاهم.
وتعليقًا على هذا "الأمر المقزز": قالت سيلفيا بيلو، المؤلفة المشاركة في الدراسة وعالمة الحفريات، والباحثة الرئيسية في متحف التاريخ الوطني في لندن، في بيان صحفي: "بدلًا من دفن موتاهم كان هؤلاء الناس يأكلونهم".
وأضافت: أن أكل لحوم البشر "لم يُمارس بدافع الحاجة"، لافتة إلى أن "هذا الأمر بحد ذاته مثير للاهتمام؛ لأنه أقدم دليل على أكل لحوم البشر كممارسة جنائزية معروفة حتى الآن".