أثارت وفاة باحثة مصرية تقيم في فرنسا للحصول على الدكتوراه في علم الجينوم الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام، ولا سيما أن وفاتها جاءت بعد سلسلة من منشورات الاستغاثة التي كتبتها على مواقع التواصل الاجتماعي قُبيل مقتلها بأيام قليلة، فضلاً عن الشبهة الجنائية وراء رحيلها.
الحادثة التي وقعت الخميس الماضي للباحثة ريم حامد أثارت ردود فعل واسعة، ما اضطر الخارجية المصرية إلى إصدار بيان أشارت فيه إلى متابعتها الحثيثة للتحقيقات الجارية في فرنسا، حيث كلف وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي -فور علمه بالواقعة- قنصلية بلاده في باريس بمتابعة إجراءات وسير التحقيقات عن كثب مع السلطات الفرنسية، والوقوف على تقرير جهات الاختصاص في البلد الأوروبي لمعرفة أسباب الوفاة.
كانت ريم حامد طالبة الدكتوراه المصرية تجري أبحاثها للحصول على درجة الدكتوراه بجامعة باريس ساكلاي وذلك في تخصص علم الجينوم، وهو أحد التخصصات الحيوية المهمة، إذ يُعد أحد فروع علم الوراثة المتعلق بدراسة الجينوم، أي كامل المادة الوراثية داخل مختلف الكائنات الحية، ويتضمن المجال جهودًا مكثفة لتحديد تسلسل الحمض النووي بشكل كامل، ورسم الخرائط الدقيقة للجينوم.
وكانت الباحثة الراحلة تستهدف من خلال أبحاثها معرفة سبب انتشار بعض الأمراض، وسبل مواجهتها، وذلك بعد حصولها على درجة البكالوريوس في البايو تكنولوجي من جامعة القاهرة، والماجستير في علم الجينوم في جامعة باريس ساكلاي.
وبحسب منشورات سابقة للباحثة الشابة على منصة "فيسبوك" كتبتها قبل مقتلها بأيام قليلة، فقد استغاثت من كونها تتعرض إلى مراقبة وتجسس من بعض الأشخاص الذين لم تحدد هويتهم، أو أسباب مراقبتهم لها، إلا أنها أشارت بطريقة غير مباشرة إلى أنهم ينتمون إلى جهة عملها وأبحاثها.
ومن بين المنشورات المنسوبة لـ"ريم"، قالت إن هناك أشخاصًا يتلاعبون بطعامها الذي تطلبه من المطاعم، بإضافة مواد قادرة على تقليل نشاط عقلها خلال تحضيره، على حد تعبيرها.
كما اتهمت الباحثة المصرية الراحلة في منشورات تعود إلى شهر يونيو الماضي، هذه الجهات بالتجسس على الطلاب العرب والمسلمين لأهداف وأغراض لم تحددها بشكلٍ دقيق، لافتة إلى أنها غير قادرة على العمل تحت هذه الظروف.
وفقًا لما قاله صالح فرهود رئيس الجالية المصرية في فرنسا، فإن الباحثة المغدورة عُثر على جثمانها أمام باب الشقة التي تسكن فيها، لافتًا إلى أن التحقيق في واقعة وفاتها تجري في سرية شديدة، لمعرفة سبب الوفاة وهل هناك شبهة جنائية أم أن الوفاة طبيعية؟!.
واللافت في الأمر حذف كل المنشورات والتدوينات التي كتبتها الباحثة الراحلة قُبيل وفاتها، ما يضع الكثير من علامات الاستفهام أمام حقيقة وفاتها.
ووسط الجدل الذي أثاره خبر وفاة "ريم"، حث شقيقها المتابعين والمهتمين بقضية شقيقته، عدم تداول الشائعات والتكهنات حول وفاتها، حتى انتهاء التحقيقات، وذلك على حسابه في منصة "فيسبوك".
وكتب شقيقها: "بعد إذنكم لا أحد يتكلم عن أي تفاصيل لها علاقة بالوفاة لأنه ليس هناك أي حاجة مؤكدة، ولا أي دليل جنائي لحد الآن.. الكلام المكتوب قد يضر بحق ريم".
مضيفًا: "أتمنى أن الناس لو فعلاً مهتمون بريم أننا نبطل نتكلم عن أشياء غير مؤكدة وقضية قيد التحقيق، ونبطل نشير البوستات القديمة بتاعتها، ورسايلها".