يؤكد الكاتب البريطاني، بول روتليدج، أن صورة أطفال غزة الخدج وهم يموتون بسبب انقطاع الأوكسجين في مستشفى الشفاء، ستبقى عارًا يلطخ "إسرائيل" لأمد طويل بعد هذه الحرب"، وربما يفقدها الأصدقاء حول العالم.
وفي مقاله "صورة أطفال غزة الخدج"، بصحيفة "الديلي ميرور" البريطانية، يقول "روتليدج"، إن صورة واحدة يمكن أن تلتقط الرعب الحقيقي للحرب، وتظل محفورة في الذاكرة، فمن يستطيع أن ينسى الفتاة البالغة من العمر تسع سنوات، التي احترقت في غارة بالنابالم في فيتنام، وهي تركض عارية نحو الكاميرا؟.. وبالنسبة لي، الصورة الأيقونية للحرب بين إسرائيل وحماس ستكون تلك الحزم الصغيرة من الأطفال المبتسرين في مستشفى الشفاء المحاصر.
ويضيف الكاتب: لقد تم إخراجهم من حاضناتهم المتعطشة للكهرباء، وملفوفين بأغطية طبية خضراء، ومدعومين ببعضهم البعض للحصول على الدفء، كانوا على وشك الموت، وكان المنظر يفطر القلب لدرجة أنه عندما ظهر على التلفاز، استدارت زوجتي وغطت عينيها لا إراديًا، فالأمومة غريزة طبيعية في كل مكان.
ويقارن "روتليدج" بين تأثير الصورة كما نشرت في صحف الغرب، وتأثير اللقطة كما بثتها بعض وسائل الإعلام، ويقول: الصورة الثابتة تفقد تأثيرًا كبيرًا في الصحف، تلك الوجوه الصغيرة، وخصلات الشعر الداكن، والأطراف الصغيرة المغطاة بالقماط: إنها نسخة حديثة من المذابح التي يرتكبها اليهود بحق الأبرياء، حسب رواية التوراة.
ويضيف الكاتب: في البداية، سمعنا أن اثنين من هؤلاء الأطفال قد ماتا، وبعد ذلك سبعة، ثم جاء الصمت، وربما تم دفن بعضهم في مقبرة جماعية في أرض المستشفى.
ويرفض "روتليدج" مبررات "إسرائيل" فيما تفعل، حتى مع إدانته لهجوم حماس، ويقول: "نحن نعلم أن الأطفال، وحتى الأطفال الرضع، قُتلوا على يد حماس في هجوم 7 أكتوبر على المدنيين الإسرائيليين، تلك المذبحة لا تغتفر، ولكن هل يعطي هذا لـ"إسرائيل" الحق في الانتقام الجماعي الذي يحدث الآن في الشفاء وفي الملاجئ الأخرى، وفي منازل الفلسطينيين في جميع أنحاء غزة، حيث قُتل أكثر من 4000 طفل كما ورد في الأخبار؟
ويجيب "روتليدج " في رأيي، لا. هذا لا يعطيها الحق، ويضيف: "إن إسرائيل تهدر سمعتها الدولية في مجال الإنسانية والديمقراطية، وبمجرد فقدان هذه السمعة، قد لا تستطيع استعادتها أبدًا".
وحسب "روتليدج"، فعندما تنتهي هذه الحرب، كما هي الحال في كل الحروب في نهاية المطاف، فإن "إسرائيل" سوف تحتاج إلى أصدقاء، لكن تحويل المستشفيات والمنازل إلى حقول قتل لن يساعدها في استعادة أصدقائها.