أظهر تقرير أولي صادر عن "مكتب التحقيق في حوادث الطائرات" في الهند، أن ارتباكًا حدث في قمرة القيادة قبيل تحطم طائرة الخطوط الجوية الهندية الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 260 شخصًا، وذلك بعد أن تحوّلت مفاتيح التحكم في ضخ الوقود بمحركي الطائرة من وضع التشغيل إلى الإيقاف قبل لحظات من السقوط، وفقًا لما نقلته وكالة "رويترز".
ورغم أن التقرير لم يحدد أسباب الحادث أو يوجه اتهامًا لأي طرف، إلا أنه أشار إلى حدوث تبادل غامض بين الطيارين، حيث سُمع أحدهم وهو يسأل زميله عن سبب قطع الوقود، ليرد الآخر بأنه لم يفعل ذلك.
وكانت الطائرة، من طراز بوينغ 787-8 دريملاينر، قد أقلعت من مدينة أحمد آباد غرب الهند متجهة إلى لندن، قبل أن تتحطم وتودي بحياة 241 من بين 242 راكبًا، إضافة إلى 19 شخصًا على الأرض، بينما نجا راكب واحد فقط من الكارثة.
وأوضح التقرير، الذي جاء في 15 صفحة، أن الطائرة وصلت إلى أقصى سرعة مسجلة لها، وعندها "انتقل مفتاحا الوقود للمحركين 1 و2 من وضع التشغيل إلى الإيقاف، بفارق زمني قدره ثانية واحدة"، وهو ما أعقبه هبوط مفاجئ في ارتفاع الطائرة.
وأشار التقرير إلى أن مفاتيح الوقود عادت إلى وضع التشغيل لاحقًا، وبدأ المحركان في استعادة طاقتهما، لكن الوقت كان قد فات، إذ تم تسجيل نداء استغاثة متكرر من أحد الطيارين، استخدم فيه عبارة "مايداي مايداي مايداي"، والتي تُطلق للإبلاغ عن خطر جسيم يهدد الطائرة.
ورصد مراقبو الحركة الجوية الطائرة وهي تهوي، ثم أُبلغت فرق الطوارئ التي توجّهت إلى موقع الحادث على الفور. وأكد مكتب التحقيق أن أعمال التحقيق لا تزال جارية، وتم طلب مزيد من الأدلة والمعلومات من الجهات ذات العلاقة.
وكانت الطائرة تقل 230 راكبًا، بينهم 169 هنديًا، و53 بريطانيًا، وسبعة برتغاليين، وكندي واحد، بالإضافة إلى 12 فردًا من طاقم الطائرة. كما أصيب عشرات الأشخاص على الأرض جراء الحادث.
ونجا راكب بريطاني بأعجوبة، وشوهد وهو يخرج من بين الحطام قبل أن يتلقى العلاج في أحد المستشفيات، ومن ثم غادره بعد استقرار حالته الصحية.