وصل الإعصار "هيلاري" الذي تراجعت سرعته، السبت، إلى الدرجة الأولى على مقياس سفير- سيمبسون المؤلف من خمس درجات تصاعدية، الأحد إلى شبه جزيرة "باخا كاليفورنيا" في شمال غرب المكسيك، مخلفاً أضراراً وقتيلاً واحداً على الأقل.
وفي التفاصيل، من المتوقع أن يتجه الإعصار بعد ذلك نحو جنوب غرب الولايات المتحدة التي تستعد لاحتمال حدوث فيضانات خطرة، حيث أوردت نشرة أصدرها المركز الوطني الأمريكي للأعاصير، اليوم الأحد، أن الرياح المصاحبة للإعصار ضعفت بشكل كبير لكنّها ما زالت عاتية إذ تبلغ سرعتها 140 كلم في الساعة مع اقترابها من شبه جزيرة باخا كاليفورنيا.
ويتوقع أن يضعف الإعصار ليتحوّل إلى عاصفة مدارية قبل أن يصل إلى جنوب ولايتي كاليفورنيا ونيفادا، مع استمرار خطر هطول أمطار غزيرة وحدوث فيضانات "مهدّدة للأرواح قد تكون كارثية"، بحسب المركز.
وأعلنت وكالة الحماية المدنية المكسيكية السبت أنّ مستويات الأنهار والجداول ارتفعت بشكل كبير في لوريتو وموليج على الساحل الشرقي لباخا كاليفورنيا الذي تضرّر أيضًا من الانهيارات الأرضية وإغلاق الطرق.
وبحسب الوكالة، لقي شخص مصرعه بعد أن جرف مجرى مائي إحدى السيارات في موليج، فيما واصل الإعصار، الأحد، تقدمه باتجاه الشمال متسبباً بأمطار قد يبلغ منسوبها 25 سنتيمتراً في بعض المناطق المكسيكية وكاليفورنيا ونيفادا.
ومن المحتمل أن تهب أعاصير بعد ظهر الأحد في أجزاء من كولورادو أو صحراء موهافي ، وفقاً للعربية نت .
وعلى الرغم من تراجع شدته، لا يزال الإعصار هيلاري يشكل خطراً. وأرسلت وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية الأميركية فرقاً إلى المناطق المعرّضة للعاصفة قبل هبوبها. وأعلن حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم حالة الطوارئ في جزء كبير من المنطقة الجنوبية للولاية.
وفي منتجع كابو سان لوكاس السياحي، أقام السكان والعاملون هناك دعامات حماية ووضعوا آلاف الأكياس المعبّأة بالرمال استعداداً لوصول العاصفة.
وفي بلدة تودوس سانتوس على الساحل الغربي لشبه الجزيرة، بدت الشوارع مهجورة بشكل كبير بينما تم إغلاق الشاطئ القريب في لوس سيريتوس بسبب الأمواج العاتية .
وقال العامل ماركو سيغورا (57 عاماً) "شعرنا باشتداد الرياح. لم تكن قوية كما كنّا نتوقّع لكنها أثارت قلقنا".
ونشرت الحكومة المكسيكية نحو 19 ألف جندي في الولايات الأكثر تأثّراً بالعاصفة، بينما أرسلت شركة الكهرباء الفدرالية أكثر من 800 عامل ومئات المركبات للاستجابة لأيّ انقطاعات في التيار .
وأكّدت نانسي وارد مديرة مكتب خدمات الطوارئ التابع لحاكم الولاية إنّ هيلاري قد تكون واحدة من أسوأ العواصف التي تضرب الولاية منذ أكثر من عقد، فيما حذرت في مؤتمر صحافي، السبت، من أنّ "هذه العاصفة بالغة الخطورة" .
وتمّ إبلاغ الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي كان يقضي عطلته مع أسرته في منزل مطلّ على بحيرة تاهو على الحدود بين كاليفورنيا ونيفادا، بالاستعدادات للعاصفة، بحسب البيت الأبيض .
ومن المقرّر أن يزور بايدن والسيدة الأولى جيل أرخبيل هاواي الإثنين لتفقّد المناطق المنكوبة بالحرائق ولقاء ناجين ومسعفين، بعد الحرائق الأكثر فتكاً منذ أكثر من قرن في الولايات المتحدة .
وألغيت مباريات في دوري البيسبول ودوري كرة القدم كانت مقررة الأحد في المنطقة مع اقتراب العاصفة .
وفي سان دييغو، أعلنت البحرية الأمريكية أن السفن والغواصات ستبحر قبل هبوب العاصفة.
وقال قائد الأسطول الثالث الأمريكي مايكل بويل في بيان إن "الأمن يظل أولويتنا المطلقة، وإن نشر كل السفن الممكنة في البحر يسهل علينا إدارة الوضع على الأرض".
وتضرب الأعاصير المكسيك كل عام على سواحلها الواقعة على المحيطين الهادئ والأطلسي، عادة بين مايو ونوفمبر.
ورغم أنّ تبعاتها تطال أحياناً ولاية كاليفورنيا، إلا أنّه من النادر أن تضرب الأعاصير الولاية الأمريكية بقوة تناهز عاصفة مدارية.