"رعب وتشنجات وأعراض خطيرة".. تقرير: صدمات نفسية تواجه أطفال غزة

"رعب وتشنجات وأعراض خطيرة".. تقرير: صدمات نفسية تواجه أطفال غزة
تم النشر في

قال أطباء نفسيون في قطاع غزة: إن العديد من الأطفال هناك يعانون من أزمات واضطرابات نفسية، بعد مضيّ أكثر من أسبوعين على القصف الإسرائيلي المكثف، الذي يستهدف كل مكان في قطاع غزة، المحاصر منذ 16 عامًا.

وحسب موقع "الحرة"، يشكل الأطفال نحو نصف سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، ويعيشون تحت قصف شبه مستمر.

وملأ الكثيرون منهم ملاجئ مؤقتة في المدارس التي تديرها الأمم المتحدة، بعد فرارهم من منازلهم، دون كميات تذكر من الطعام أو المياه النظيفة؛ بحسب وكالة "رويترز".

وفي السابع من أكتوبر، شنت حركة حماس الفلسطينية هجومًا على مناطق وبلدات إسرائيلية في غلاف غزة؛ مما أسفر عن مقتل نحو 1400 شخص، بعضهم من المدنيين، بالإضافة إلى أسر حوالى 200 شخص.

وردًّا على ذلك، تشن "إسرائيل" غارات متواصلة على القطاع الفلسطيني المحاصر؛ مما أدى إلى مقتل 4741 فلسطينيًّا، وإصابة 15898 آخرين، أغلبهم من المدنيين.

وقال الطبيب النفسي في غزة، فضل أبو هين: إن "الأطفال بدأت تظهر عليهم علامات خطيرة من أعراض الصدمة، مثل التشنجات، والتبول اللاإرادي، والخوف، والسلوك العدواني، والعصبية، وعدم الرغبة في الابتعاد عن والديهم".

وتتفاقم المشكلة بسبب حالة الملاجئ المؤقتة بمدارس الأمم المتحدة؛ حيث يحتمي أكثر من 380 ألف شخص، على أمل الهروب من القصف.

وينام في بعض الأحيان 100 شخص في الفصل الدراسي الواحد؛ مما يتطلب تنظيفًا مستمرًّا؛ في حين لا توجد إمدادات تذكر من الكهرباء والماء؛ لذا فإن الحمامات والمراحيض قذرة للغاية.

وقالت "تحرير طبش"، وهي أم لستة أطفال يحتمون في إحدى هذه المدارس: إن "أطفالها يعانون كثيرًا خلال الليل ولا يتوقفون عن البكاء، ويتبولون على أنفسهم دون قصد"؛ مشيرة إلى أنه "ليس لديها الوقت الكافي لتنظيفهم واحدًا تلو الآخر".

وأضافت أن صغارها "لا يشعرون بالأمان في هذه المدارس أيضًا". وتقول الأمم المتحدة إن هذه المدارس تعرضت للقصف عدة مرات، وشهدت "طبش" عدة ضربات تصيب مباني مجاورة.

كما لفتت "طبش" إلى أن أطفالها أصبحوا "يقفزون من الخوف عندما يسمعون صوت تحريك كرسي".

وأوضح "أبو هين"، أن "عدم وجود أي مكان آمن تَسبب في شعور عام بالخوف والرعب بين جميع السكان"؛ مشيرًا إلى أن "الأطفال هم الأكثر تأثرًا". كما أن "رد فعل بعض الأطفال كان مباشرًا، وعبّروا عن مخاوفهم".

ولفت الطبيب النفسي إلى أنه "رغم احتياج هؤلاء الأطفال إلى تدخل فوري، فإنهم قد يكونون في حالة أفضل من الأطفال الآخرين الذين احتفظوا بالرعب والصدمة بداخلهم.

"ألعاب نارية"

ويؤوي أحد المنازل بمدينة خان يونس بجنوب القطاع نحو 90 شخصًا، من بينهم 30 فردًا تحت سن 18 عامًا، ويضطرون إلى أن يتناوبوا عندما يريدون النوم بسبب ضيق المساحة.

وتحدّث إبراهيم الآغا، وهو أحد الموجودين في المنزل ويعمل مهندسًا، عن آثار الغارات، قائلًا إن "الصرخات تعلو دائمًا مع سماع دوي أي انفجار أو إصابة أي هدف قريب، وإنهم يحاولون تهدئة الصغار بأن يقولوا لهم إنها مجرد ألعاب نارية"؛ لكنه لفت إلى أن الأطفال الأكبر سنًّا "يفهمون ما يحدث".

وأكد "الآغا" أنهم "سيحتاجون إلى الكثير من الدعم النفسي بعد انتهاء هذه الحرب".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org