هل تتعرض الحيوانات لخداع البصر؟.. تجربة الحمامة والسمكة تكشف الحقيقة

هل تتعرض الحيوانات لخداع البصر؟.. تجربة الحمامة والسمكة تكشف الحقيقة
تم النشر في

كشفت دراسة أسترالية جديدة أن الحيوانات مثل الأسماك والطيور، تتعرض للخداع البصري كما يحدث للإنسان الذي يتعرض للخداع المعروف باسم وهم إبينغهاوس.

ووفقاً لتقرير على موقع ميديكال إكسبريس، إذا نظرت إلى دائرتين بنفس الحجم تمامًا وظننت أن إحداهما أكبر، فقد خُدعت عيناك بـ"وهم إبينغهاوس"، وهو مثال كلاسيكي على كيفية تأثير المشهد الكامل على إدراك التفاصيل، فوضع دائرة بين دوائر أصغر يجعلها تبدو أكبر بينما وضعها بين دوائر أكبر منها، يجهلها تتقلص أمام أعيننا.

ويرى علماء النفس أن هذا الوهم يكشف أن إدراكنا لما نشاهده ليس مرآة للعالم الخارجي، بل هو بناء ذكي يصنعه دماغ الإنسان.

وفي الدراسة التي نُشرت في مجلة " Frontiers in Psychology " لعلم النفس، تساءل الباحثون: هل تتعرض الحيوانات للخداع البصري؟

ومن أجل الإجابة عن السؤال، اختبر الباحثون أسماك الجوبي (Poecilia reticulata) وحمام الحلقات (Streptopelia risoria) من خلال تقديم نفس كمية الطعام محاطة بدوائر أصغر أو دوائر أكبر لمعرفة ماذا ستختار الحيوانات.

وبحسب نتائج التجارب، وقعت أسماك الجوبي، التي تعيش في بيئات معقدة بصريًا مثل الجداول الاستوائية، في فخ هذا الوهم باستمرار، حيث اختارت طعامًا يبدو أكبر حجمًا بسبب الدوائر الأصغر المحيطة به.

ويشير هذا التشابه مع الإدراك البشري إلى أن أسماك الجوبي تعتمد على المعالجة الشاملة أو رؤية المشهد الكامل، ودمج المشهد بأكمله لاتخاذ قرارات سريعة بسبب بيئاتها البحرية المزدحمة.

في المقابل، لم تُظهر حمامات الحلقات - التي تركز على قطف البذور بدقة أي أنها تتعامل مباشرة مع التفاصيل- أي حساسية متسقة، حيث اختلفت استجاباتها: بعضها خُدع كالبشر، والبعض الآخر لم يُخدع، وبدا الكثير منها غير متأثر. يشير هذا إلى أسلوب معالجة أكثر محلية، أقل تأثرًا بالسياق المحيط، ومُصمم على التفاصيل الدقيقة بدلاً من تكامل المشهد العام.

كما يشير المؤلفون، "لا يتعلق الإدراك بالدقة في حد ذاتها؛ بل يتعلق بما ينجح في بيئة معينة". يبدو أن أسماك الجوبي تستفيد من رؤية الصورة الأكبر في عالمها سريع الخطى، بينما تعتمد حمامات الحلقات على رؤية مفصلة ومركزة مناسبة للعثور على البذور.

تُلقي هذه الدراسة الضوء على تأثير البيئية على الإدراك، وتكشف أنه حتى داخل النوع الواحد، يوجد تباين فردي في أوهام المعالجة، كما يحدث مع البشري. وهذا يسلط الضوء أيضًا على درس أوسع نطاقًا: "ما نراه ليس دائمًا ما هو موجود"، مسلطًا الضوء على الإدراك باعتباره تفسيرًا من صنع الدماغ.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org