عادةً ما يُصاب الأطفال بأعراض السعال الجاف المستمر لأسباب عدة؛ أبرزها الإصابة بحساسية الجهاز التنفسي، التي يُصاب بها كثيرٌ من الأطفال، خاصة خلال فصلَي الربيع أو الخريف، وقد يُصاب الأطفال أيضاً بالسعال الجاف بسبب التعرُّض لدخان السجائر أو التلوّث.
على الجانب الآخر، هناك أسبابٌ أخرى يمكن أن تسبّب السعال الجاف المستمر عند الأطفال، مثل مشكلات الجهاز التنفسي؛ كالربو، أو التهاب الشعب الهوائية العلوية أو مشكلات المعدة.
وحسب تقرير على موقع "هيلث لاين"، السعال هو جزءٌ مهمٌ من نظام الجسم للدفاع عن نفسه، حيث يساعد السعال على تخليص الجسم من الميكروبات الضارّة والمهيّجات المحتملة.
يأتي السعال بأنواع عديدة، بما في ذلك السعال الرطب والسعال الجاف، وينتج السعال الرطب البلغم أو المخاط أو يبدو كأنه ينتجه.. من ناحية أخرى، لا ينتج السعال الجاف البلغم أو المخاط.
وحسب موقع مجلة "سيدتي"، إذا استمر السعال الجاف لدى الطفل لأكثر من أسبوع، أو إذا تفاقم، أو كان مصحوباً بعلاماتٍ أو أعراضٍ أخرى مثل البلغم الكثيف أو وجود بعض الأعراض؛ كالدم أو حمّى أو صعوبة في التنفس، فمن المهم اصطحاب الطفل إلى الطبيب؛ لتحديد السبب وبدء العلاج الأنسب للطفل.
يرصد موقع "هيلث لاين" ستة أسباب رئيسة للسعال الجاف المستمر عند الأطفال، وهي:
يمكن أن تسبّب حساسية الأطفال تجاه الغبار أو شعر الحيوانات الأليفة أو حبوب لقاح الزهور تهيجاً في الحلق؛ ما يزيد من أعراض الصداع المزعجة لدى طفلك، لذا يعد من الضروري تحديد سبب الحساسية، لتجنُّب الإصابة بنوبات حساسية جديدة، ويمكن أيضاً استخدام بعض الأدوية المضادّة للهيستامين؛ لتخفيف أعراض الطفل.
يمكن أن يسبب الارتجاع المعدي المريئي عند الأطفال أيضًا السعال الجاف وذلك بعد تناول الأطعمة الحارة أو شديدة الحموضة أو القهوة أو غيرها من الأطعمة، وذلك بسبب زيادة أحماض المعدة، فبالإضافة إلى السعال، قد تشمل الأعراض الأخرى الشعور بالتكتل في الحلق وحرقة المعدة وسوء الهضم.
للتخفيف من السعال وأعراض الارتجاع الأخرى لدى الطفل، من المهم اتباع نظام غذائي يحتوي على القليل من الأطعمة الدهنية، إضافة إلى تعديل بعض العادات، مثل عدم ذهاب الطفل إلى الفراش مباشرة بعد تناول الطعام، وتناول وجبات عدة في اليوم وعلى فترات وبكميات صغيرة.
يمكن لبعض اضطرابات القلب لدى الأطفال، وخاصة قصور القلب، أن تسبّب تراكم السوائل في الرئتين؛ ما يجعل الطفل يشعر بشكلٍ متكرّرٍ بالحاجة إلى السعال، وقد يكون هناك ألمٌ في الصدر، وضيقٌ في التنفس في أثناء الراحة، وتورمٌ في الساقيْن والقدميْن، والتعب المتكرّر، وفي مثل هذه الحالات من المهم استشارة طبيب القلب لإجراء بعض الفحوصات للطفل للتعرُّف على سبب السعال الجاف المستمر، والبدء بالعلاج الأنسب؛ ليس فقط لتخفيف السعال، بل لعلاج مشكلات القلب.
تعرُّض الطفل للدخان أو أيّ نوعٍ من التلوّث البيئي يمكن أن يسبّب تهيجاً في الحَلق؛ ما قد يحفّز السعال، الذي يميل إلى أن يكون جافاً ومستمراً تماماً.
في هذه الحالة ينصح بتجنُّب الطفل دخان السجائر أو أيّ نوع من التلوّث، لتجنُّب تهيُّج الحَلق والسعال أو تطور بعض المشكلات الصحية الأخرى الناجمة عن التعرُّض المتكرّر أو لفترات طويلة لدخان السجائر أو التلوّث.
الربو مشكلة في الجهاز التنفسي تنتج التهاباً مزمناً في الرئتين لدى الطفل، إضافة إلى السعال الجاف، وبعض الأعراض الأخرى لدى الطفل، مثل ضيق التنفس والصفير والشعور بالضغط في الصدر، وقد تساعد بخاخات الصدر في تخفيف أعراض الربو، ويعد من المهم أيضاً تحديد العامل المسؤول عن إثارة نوبة الربو لدى الطفل، لتجنُّب نوبات الربو الجديدة.
بعض أنواع الأدوية، مثل أدوية ضغط الدم، يمكن أن تسبّب سعالاً جافاً مستمراً لدى الطفل، وقد يظهر السعال في غضون ساعاتٍ قليلة بعد الجرعة الأولى أو حتى بعد أسابيع أو أشهر.
لعلاج السعال الجاف المستمر، يجب معرفة السبب الرئيس للإصابة به، ويعد من المهم، إضافة إلى استخدام الأدوية التي يصفها الطبيب اتخاذ الخطوات التالية:
-تشجيع الطفل على تناول ما لا يقل عن 1.5 لتر من الماء يومياً؛ لأن الماء يساعد على الحفاظ على رطوبة الشعب الهوائية، ويقلل من تهيُّج الحَلق.
-تناول كوب واحد من شاي النعناع نحو 3 مرات يومياً؛ لأنه يحتوي على مهدئ ومضاد للسعال ومزيل للاحتقان؛ ما يساعد على تخفيف السعال.
-تناول الأدوية الموصوفة طبيا للسعال الجاف المستمر.
-تجنُّب الغبار داخل المنزل، وملامسة الطفل للحيوانات، والتعرُّض لدخان السجائر، لأن هذه المواد يمكن أن تكون سبباً للسعال الجاف المستمر للطفل؛ لذا يجب تجنُّبها.
-في حالات السعال الجاف المستمر لأكثر من أسبوع يجب اصطحاب الطفل إلى الطبيب، خاصة إذا كان الطفل يعاني الربو أو التهاب الشعب الهوائية أو التهاب الأنف أو أيّ مرضٍ تنفسي مزمن آخر، ويجب ملاحظة الأعراض الأخرى المصاحبة للسعال لدى الطفل، والتي يجب أن يلاحظها الطبيب، مثل الحمّى المستمرة، وضيق التنفس، والبلغم الأخضر أو الأصفر أو الدموي.