أطنان من البلاستيك في السحب يبتلعها البشر.. دراسة صادمة تحذر من "الحقيقة الواقعة"!

ربطت بينها وبين تلوث كل ما نأكله ونشربه وبين أنواع السرطانات وصحة القلب والرئة
غيوم في مانغوليا
غيوم في مانغوليا

توصل علماء في اليابان إلى أن السحب أصبحت تحوي في الوقت الحالي مواد بلاستيكية دقيقة، محذرين من مخاطرها على صحة الإنسان على المدى البعيد.

وتسلق العلماء قمم جبل أوياما وجبل فوجي في اليابان، وجمعوا المياه من السحب حول قمم الجبال، التي يتراوح ارتفاعها من 1300 إلى 3776 مترًا، وفقًا لدراسة نشرت في مجلة رسائل الكيمياء البيئية.

وباستخدام تقنيات التصوير المتقدمة، اكتشف فريق الدراسة وجود ما لا يقل عن 9 أنواع مختلفة من البوليمرات، ونوعًا واحدًا من المطاط في عيناتهم، وتراوحت أحجام المواد البلاستيكية من 7.1 إلى 94.6 ميكرومتر، وبنطاق تركيز من 6.7 إلى 13.9 قطعة لكل لتر.

وشملت المواد البلاستيكية الدقيقة المكتشفة: البولي إيثيلين، والبولي بروبيلين، والبولي إيثيلين تيريفثاليت، والبولي ميثيل ميثاكريلات، وراتنج الإيبوكسي، والبولي أميد 6، وبوليمر إيثيلين بروبيلين أو سبائك البولي إيثيلين بولي بروبيلين، والبولي يوريثين، وفق ما نقلت "سبوتنيك عربي".

وكتب الباحثون في دراستهم: "تُظهر الأبحاث أن كميات كبيرة من المواد البلاستيكية الدقيقة يتم ابتلاعها أو استنشاقها من قبل البشر والحيوانات على حد سواء، وقد تم اكتشافها في أعضاء بشرية متعددة، مثل الرئة والقلب والدم والمشيمة والبراز، وينتهي الأمر بعشرة ملايين طن من هذه القطع البلاستيكية في المحيط، حيث يتم إطلاقها مع رذاذه، وتجد طريقها إلى الغلاف الجوي".

وأضافوا: "بحسب علمنا، هذا هو التقرير الأول عن المواد البلاستيكية الدقيقة المحمولة جوًا في المياه السحابية"، وقالوا إن هذا يعني أن "المواد البلاستيكية الدقيقة قد وجدت طريقها إلى السحب، وتنتج "أمطارًا بلاستيكية"، من شأنها أن تلوث كل ما نأكله ونشربه تقريبًا".

وواصلوا محذرين: "يمكن أن يؤدي تراكم المواد البلاستيكية الدقيقة المحمولة جوًا في الغلاف الجوي أيضًا إلى آثار ضارة على التنوع البيولوجي، كما أن الأبحاث المستمرة ربطت أيضًا بين المواد البلاستيكية الدقيقة والإصابة بالسرطانات، فضلاً عن آثارها السلبية على صحة القلب والرئة".

وكتب المؤلف الرئيس للدراسة، هيروشي أوكوتشي، من جامعة واسيدا اليابانية: "تتحلل المواد البلاستيكية الدقيقة المحمولة جوًا بشكل أسرع بكثير في الغلاف الجوي العلوي منه على الأرض، بسبب الأشعة فوق البنفسجية القوية، وهذا التحلل يطلق الغازات الدفيئة، ويسهم في ظاهرة الاحتباس الحراري، ونتيجة لذلك، فإنه يمكن استخدام نتائج هذه الدراسة في حساب تأثيرات المواد البلاستيكية الدقيقة المحمولة جوًا في توقعات الاحتباس الحراري المستقبلية".

وحذر أوكوتشي في بيان له، يوم الأربعاء الماضي، من أنه "إذا لم تتم معالجة قضية "تلوث الهواء البلاستيكي" بشكل استباقي، فقد يصبح تغير المناخ والمخاطر البيئية حقيقة واقعة، مما يتسبب في أضرار بيئية خطيرة لا يمكن إصلاحها في المستقبل".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org