كل الاحتمالات ممكنة في عالم كرة القدم؛ ففي داخل المستطيل الأخضر قد يتغير كل شيء في لحظة؛ وهو الأمر الذي قد ينطبق على اللاعبين خارج الملعب أيضًا؛ إذ يزخر عالمها بالكثير من القصص الدرامية والنهايات غير المتوقعة لما حدث لبعض اللاعبين بعد الاعتزال؛ فبعضهم تغيرت بوصلته تمامًا بعيدًا عن المهن المتعلقة باللعبة.
خلال الأيام الماضية، فاز حارس المرمى السابق، خافيير ميلي، في الانتخابات الرئاسية في الأرجنتين، ليحقق فيها مفاجأة كبيرة بحصوله على أكثر من 50%، بعد فرز 86.59% من الأصوات.
وُلد خافيير جيراردو مايلي في حي باليرمو، في العاصمة بوينس آيرس، في 22 أكتوبر 1970، وكانت والدته أليسيا ربة منزل؛ بينما كان والده نوربرتو سائق حافلة.
وفي مراحله العمرية الأولى، عرف "مايلي" هواية كرة القدم، ففي أواخر سن المراهقة وأوائل مرحلة البلوغ، كان حارس مرمى فريقتشاكاريتا جونيورز حتى عام 1989؛ إلا أنه قرر ترك كرة القدم والالتزام الكامل بمهنة الاقتصاد.
رأسًا على عقب، انقلبت حياة الأرجنتيني خوسيه لويس جوميز، فبعدما شارك مع منتخب بلاده في أولمبياد ريو 2016، ثم التحاقه بالنجم ليونيل ميسي في المنتخب الأرجنتيني، خفَت نجمه وبات يعاني صعوبة في توفير احتياجاته المالية.
بداية انهيار لويس جوميز كان في عام 2017، حينما شارك في مباراة ودية أمام البرازيل، تعرض فيها لإصابة في غضروف الركبة اليسرى، وأثرت على نفسيته ومسيرته وخرج من حسابات منتخب التانجو الذي شارك في مونديال روسيا 2018.
وبحسب صحيفة "Ole" الشهيرة؛ فإن اللاعب حاليًا يعمل كسائق أوبر في الأرجنتين، إذ قال والده: "لقد كنا دائمًا عائلة متواضعة وفقيرة، لقد كان خوسيه يخرج بعد التدريبات، ليعمل بالسيارة في فترة بعد الظهيرة، وأحيانًا كثيرة في الليل".
وكشفت الصحيفة أن جوميز يواصل الآن التدريبات مع مدرب بدني بلا فريق، في انتظار وصول أي عروض له ليكمل مسيرته وهو في سن الـ30.
أما مدافع فريق ليفربول الإنجليزي السابق، دانييل أجير، فقرر أن يكون صانع وشوم، وقام بإنشاء شركة متخصصة في هذا الأمر سماها "Tattoodo".
وبدأ "أجير" مسيرته الكروية مع نادي بروندبي في عام 2004، ولعب معه حتى عام 2006، وشارك في 34 مباراة وسجل 5 أهداف، ثم انتقل إلى ليفربول عام 2006 وأصبح القائد الثاني للفريق بعد اعتزال جيمي كارغار، لينوب عن ستيفن جيرارد، وانتقل إلى بروندبي عام 2014.
وقد بدأ باللعب مع منتخب الدنمارك لكرة القدم في عام 2005، وهو صاحب الهدف الذي أهّل ليفربول من نصف نهائي دوري الأبطال أمام تشيلسي عام 2007، وكذلك فقد احتفل دانييل أجير بمشاركته المئة مع فريقه ليفربول في مباراة يوم السبت 29 أكتوبر 2011 ضد ويستبروميتش.
وبعد مسيرة كروية مميزة مع فريق نيوكاسل يونايتد تحت قيادة المدرب كيفن كيغان، قرر المدافع البلجيكي السابق فيليب ألبيرت، أن يتحول إلى بائع خضروات بعد نهاية مشواره الكروي.
كان ألبرت أحد اللاعبين أصحاب إنجاز فوز نيوكاسل على مانشستر يونايتد في عام 1997 بخماسية نظيفة، ولكن بعدما اعتزل عام 2000، اتجه إلى العمل في مجال بيع الخضراوات والفواكه.
وعن ذلك قال ألبرت: "فخور باختياري العمل في بيع الخضروات والفواكه.. لعبت كرة القدم 11 عامًا، وأدركت بعد الاعتزال أن عليّ اختيار مهنة جديدة".
واختار لاعب خط الوسط الإنجليزي السابق لي بوير، أن يعيش حياته بهدوء بعيدًا عن صخب كرة القدم، ليتحول إلى إدارة بحيرة لصيد سمك الشبوط تسمى Etang de Bows في فرنسا.
لعب بوير للعديد من الأندية من بينها ليدز ووست هام ونيوكاسل، وكانت آخر مباراة له عام 2012، ومنذ ذلك الوقت رفض العمل في التدريب أو وسائل الإعلام، وإنما قرر أن يلجأ إلى التسلية التي أحبها طوال حياته المهنية التي استمرت 18 عامًا، وحوّلها إلى عمل تجاري.
يقول بوير: "عندما كنت ألعب، كنت أذهب لقضاء عطلة صيد السمك في فرنسا لمدة أسبوع في شهر يونيو من كل عام مع زملائي"، "كان هذا المكان الذي أحببته بالقرب من قرية تدعى أوركونتي. في نوفمبر اتصلت بالمالك وكان يتطلع إلى البيع بسبب مشاكل صحية؛ لذلك اشتريته.
وبنفس الصورة، تَحول أرجان دي زيو، لاعب كرة القدم السابق في الدوري الإنجليزي الممتاز إلى العمل مع الشرطة كمحقق في الجرائم الجنائية، بعدما شعر أن المسار المعتاد ليصبح مدربًا أو مديرًا لكرة القدم بعد الانتهاء من أيام لعبه؛ لم يكن جذابًا؛ فبعدما اعتزل في موسم 2008 وهو في عامه الـ37، قرر العمل في صفوف قوات الشرطة الهولندية، خاصة وأنه حصل بالفعل على شهادة الطب.
وعن مهنته الجديدة قال دي زيو: "ما زلت أعمل مع الشرطة الهولندية، أدركت أنني لا أريد أن أكون في ملعب كرة القدم دون أن ألعب كرة القدم.. لن أحصل على كل الشارات وأتجه إلى الإدارة، سأبتعد تمامًا عن كرة القدم".
وتابع: "بعد حصولي على شهادة الطب، كانت فكرتي الأولى هي أن أصبح طبيبًا، ولكن في ذلك الوقت كانت الشرطة الهولندية تبحث عن أشخاص حاصلين على تعليم عالٍ للالتحاق بدورة تدريبية سريعة في قوة الشرطة. بدا الأمر أشبه بالأولاد إلى حد ما، حلمي أن أقود سيارات سريعة، وأحمل مسدسًا وكل تلك الأشياء. وأدركت أن الأمر سيستغرق وقتًا طويلًا لأصبح طبيبًا؛ في حين كان طريقي أسرع بكثير إلى قوة الشرطة".