تسبّب صاحب محل أسماك، شرقي العاصمة المصرية القاهرة، في حالة كبيرة من الجدل بعد عرضه سلحفاة "ترسة بحرية" نادرة يمنع صيدها، ضمن معروضات الأسماك لديه؛ مما دفع السلطات للتحرك فورًا لإنقاذها.
ونقل موقع "سكاي نيوز عربية" عن الرئيس التنفيذي لجهاز شؤون البيئة بمصر، الدكتور علي أبو سنة؛ أن القصة بدأت بانتشار صور عبر مواقع التواصل الاجتماعي للسلحفاة معروضة بمحل الأسماك بأحد الأسواق الشعبية شرقي القاهرة، وأكد ملتقط الصور أنها في حالة يرثى لها، والأطفال والمارة يعبثون بها، وناشد السلطات بالتدخل.
وكشف "أبو سنة": أنه فور رصد الصور المذكورة ومحاولة الاتجار في ترسة بحرية نادرة، وجهت وزيرة البيئة بفحص الأمر، وتم تشكيل لجنة من جهاز شؤون البيئة والمنطقة الشرقية لمحافظة القاهرة، وممثلي الجهات المعنية، والتحرك لاتخاذ اللازم.
وأوضح أنه بالفعل تم ضبط السلحفاة معروضة بمحل أسماك في منطقة حي المطرية، وتمّت استعادتها وكانت في حالة سيئة، وهي من الأنواع النادرة والمهدّدة بالانقراض، وجار إعادتها لبيئتها البحرية المناسبة بالبحر الأحمر في منطقة العين السخنة، بعد التأكد من سلامتها وقدرتها على مواصلة الحياة الطبيعية قبل عملية الإطلاق.
ونوه إلى أنه تم الاكتفاء بمصادرة واستعادة الترسة البحرية دون تحرير محضر ضد صاحب محل الأسماك، منوهًا في الوقت ذاته إلى أن صاحب المحل أكّد عدم علمه بأنه محظور صيد مثل هذه السلحفاة، وأنه فقط كان يعرضها لجذب الزبائن.
من جانبه قال الباحث في معهد علوم البحار بمصر، أشرف صديق: إن هذه السلحفاة اسمها باللغة الإنجليزية Loggerhead sea turtle ، وباللغة العربية تسمى السلحفاة البحرية ضخمة الرأس.
وأوضح أن هذه السلحفاة تعيش في المياه العميقة بالأساس ويصعب اصطيادها، ولكن الوقت الحالي هو موسم التزاوج لها، فتخرج للبر لتحفر حفرة في الرمال وتضع فيها 100 بيضة تفقس في هذه الحفرة ثم ينزل صغارها للبحر.
وأشار إلى أن هذه السلحفاة أيضًا تطفو لسطح البحر لتتنفس هواء جويًّا، وهنا يتمكّن بعض الصيادين من اصطيادها، وهي تعيش في البحرين الأحمر والمتوسط، ولكن إطلاقها يجب أن يكون بالعين السخنة في البحر الأحمر؛ لأن هذه منطقة عميقة؛ حتى لا يتمكّن أحد من صيدها مرة أخرى.
وأشادت وزيرة البيئة المصرية ياسمين فؤاد، بقيام أحد المواطنين بالإبلاغ عبر فيسبوك عن محاولة الاتجار في السلحفاة، منوهة إلى أن هذا يعكس الوعي بأهمية تلك الثروات الطبيعية ودور المواطن في حماية البيئة وخلق قنوات تواصل مستمرة وفعالة من أجل حماية البيئة.