يبدو وكأن فيلم "كاست أواي - Cast Away" الشهير الذي أدى بطولته النجم السينمائي "توم هانكس"، تحول إلى حقيقة؛ حيث أوضح خفر السواحل الأمريكي أنه تمكن من إنقاذ 3 أشخاص تقطّعت بهم السبل في جزيرة نائية لعدة أيام، بعد أن كتبوا كلمة "Help" أو "النجدة أو ساعدونا" باستخدام سعف النخيل.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن خفر السواحل، أن الرجال الثلاثة، وجميعهم بحارة في الأربعينيات من العمر، غامروا بالذهاب للصيد بالقرب من جزيرة بيكيلوت المرجانية، مستخدمين زورقًا طوله 20 قدمًا مزودًا بمحرك خارجي.
وذكر البيان أن البحارة الثلاثة لديهم "الخبرة للإبحار في تلك المياه"، لكن محرك الزورق تعرّض للضرر وتوقف عن العمل، وبالتالي ظلّوا عالقين لأكثر من أسبوع في الجزيرة الصغيرة غير المأهولة.
وخلال تلك الفترة الصعبة اكتفى الرجال -الذين لم يتم الكشف عن هوياتهم- بتناول ثمار جوز الهند وشرب المياه العذبة من أحد الآبار.
وبدأ البحث عن المفقودين بعد أن اتّصل قريب أحدهم بمسؤولي الإنقاذ في جزيرة غوام الأمريكية، نهاية الأسبوع الماضي؛ حسب موقع "الحرة".
ولفت المتّصل إلى أن الثلاثة لم يعودوا من جزيرة بيكيلوت، وهي جزء من ولايات ميكرونيزيا الموحدة، وهي دولة في المحيط الهادئ تتكون من العديد من الجزر المنتشرة في المحيط بين الفلبين وأرخبيل هاواي.
ورصدت طائرة تابعة للبحرية الأمريكية، التي انطلقت من قاعدة جوية في اليابان، كلمة "النجدة "المرسومة بسعف النخيل على الشاطئ؛ مما أدى إلى تضييق منطقة البحث الأولية التي امتدّت لأكثر من 78 ألف ميل بحري مربع؛ وفقًا لبيان خفر السواحل.
وأسقطت تلك الطائرة "حزم النجاة" للثلاثي، ثم قام طاقم من محطة جوية في هاواي بإسقاط جهاز لاسلكي للاتصال بالرجال، الذين "كانوا بصحة جيدة".
وقالت "سارة موير" كبيرة ضباط الصف من قوات خفر السواحل الأمريكية في ميكرونيزيا، قطاع غوام، لصحيفة "ستارز آند سترايبس" الخميس: "تضرّر المركب عندما اقتربوا من الجزيرة بسبب الأمواج والمياه الضحلة المحيطة بالجزيرة".
وأوضحت أن بطارية جهاز راديو الاتصال الخاص بهم نفدت، مشددة على أن ثمار جوز الهند التي عاشوا عليها لم تكن لتكفيهم مدة أطول.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تنجح فيها كتابة لافتة على الشاطئ بإنقاذ أشخاص تقطعت بهم السبل في بيكيلوت.
ففي عام 2020 ورد أن 3 رجال آخرين فُقدوا في أرخبيل ميكرونيزيا جرفتهم الأمواج هناك، بعد أن انحرفوا عن مسارهم ونفد الوقود من قاربهم.
وكتب هؤلاء الثلاثة علامة "SOS" كبيرة على رمال الشاطئ، وهي اختصار لعبارة "أنقذوا أرواحنا" على الرمال.
وقد جرى رصد تلك العبارة من الجو؛ مما سمح لخفر السواحل والسلطات الأسترالية بالعثور عليهم في تلك الجزيرة.