يدور في الذهن دائماً أن الصيام ورمضان يرتبط بتخفيف الوزن والرشاقة وإنقاص الوزن، وهذا من الأخطاء الشائعة، وبحسب دراسات لخبراء أن الصيام يساعد في ذلك إذا التزم الصائم بالنظام الغذائي السليم وعدم الإفراط في تناول الطعام، بل لا بد من التوازن الغذائي واختيار الأطعمة المناسبة لذلك، مع الإدراك الذهني في أن يكون الترابط بين الصيام والغذاء حتى يعود بالنفع على الجسم وصحة الإنسان والبعد عن تغذية العقل.
فيما يتوقع الكثيرون أن الصيام يحتّم على الصائم تخفيف الوزن في رمضان عبر إنقاص بعض الكيلوغرامات من وزنه؛ نظرًا لمحدودية الفترة الزمنية التي يسمح له فيها بتناول الطعام والشراب؛ الأمر الذي من المفترض أن يؤدي إلى استهلاك كميات أقل من السعرات الحرارية.
كما أن هناك من يحافظ على وزنه أثناء الصيام، وهناك من يتغير وزنه باتجاه الزيادة أو النقص، وإذا كنت تعاني من السمنة، فإن شهر رمضان يمكن أن يكون فرصة ذهبية لتخفيف الوزن عن طريق اتباع النصائح التالية:
1- تجنب الشبع إلى درجة التخمة؛ إذا أصغيت لمعدتك وأنت تأكل ستنتبه إلى أنك وصلت، في مرحلة ما، إلى درجة مريحة من الشبع تشعرك بالخفة، النشاط، الحيوية والمزاج الجيد. ولكن إذا واصلت تناول الطعام بعد الوصول إلى هذه المرحلة فستقترب تدريجيًّا من الشعور بالتخمة التي ترتبط بصعوبة التنفس، الخمول، الثقل، الانتفاخ، الإحباط والندم. عندما تتجاوز، مرارًا وتكرارًا، كمية الطعام التي يمكن أن تستوعبها المعدة بارتياح، فإنك تتسبب بتمدد جدار معدتك وتكبيرها، وعندئذ تصبح في المرات القادمة بحاجة إلى تناول وجبات أكبر، وإلى استهلاك كميات أكبر من السعرات الحرارية من أجل الوصول إلى درجة الشبع. ومن هذا المنطلق ينصح بتقسيم وجبة الإفطار إلى وجبتين صغيرتين بدلًا من وجبة واحدة كبيرة؛ حيث يساعد هذا في تصغير المعدة خلال شهر رمضان. وينصح بأن تشمل الوجبة الأولى: الماء، حبة من الفواكه، اللبن، طبقًا من الحساء، السلطة، نوعًا من النشويات، مثل الفريكة (في الحساء)، الخبز أو البرغل (مع السلطة).
2- أما الوجبة الثانية فيمكن أن تشمل الطبق الرئيسي مع السلطة أو الحساء.
3- أكثر من تناول الخضراوات فإن فوائد الخضراوات في شهر رمضان عديدة، فهي تزود الجسم بالعديد من الفيتامينات والمعادن التي يحتاج إليها، قليلة بالسعرات الحرارية، سهلة الهضم، وتساعد على الشعور بالشبع. وينصح بأن تشكل الخضار نصف حجم الطعام الذي تستهلكه في كل وجبة رمضانية. ينصح بالتنويع في السلطات والشوربات التي تحتوي على خضار، كما ينصح بتقديمها مطبوخة أو مشوية بأنواعها المختلفة. واختر مشروباتك بحكمة؛ يحتاج الجسم إلى كمية كبيرة من السوائل عندما يحل شهر الصيام في فترة الحر، ويشكل الماء أفضل سائل لجسم الإنسان. تجنب العصائر والمشروبات الغازية المحلاة ومشروبات الطاقة؛ لأنها تحتوي على مستوى عال من السعرات الحرارية ولا تساهم في تخفيف الوزن في رمضان.
تذكّر أن علبة صغيرة من المشروبات الغازية (330 مللتر) تحتوي على سبع ملاعق صغيرة سكر، وأن كوبًا واحدًا من العصير يعطي للجسم 100 سعر حراري!
4- امتنع عن تناول المقالي؛ حتى الكميات القليلة من الأطعمة المقلية تزود الجسم بكميات كبيرة نسبيًّا من السعرات الحرارية؛ لأن كل ملعقة كبيرة من الزيت، بغض النظر عن نوعه، تحتوي على 90 سعرًا حراريًّا! تجنب الأطعمة المقلية مثل الفلافل، البطاطا المقلية، السمك المقلي والخضراوات المقلية؛ لأنها غنية بالسعرات الحرارية، إضافة إلى أنها تسبب اضطرابات في الهضم.
5- أكثر من المجهود الحركي؛ إن الطريقة الوحيدة المثبتة علميًّا لزيادة حرق السعرات الحرارية هي المجهود الجسدي. إن أفضل وقت للقيام بنشاط جسدي في رمضان هو بعد وجبة الإفطار. ينصح بممارسة النشاط الرياضي، مثل المشي إلى صلاة التراويح، بمعدل 150 دقيقة أسبوعيًّا على الأقل، والتي يمكن تقسيمها إلى نصف ساعة كل يوم، خمسة أيام في الأسبوع.
6- تناول الحلويات بتعقل؛ إن الطريقة الصحيحة لتناول الحلويات هي اختيار كمية صغيرة للتذوق، بحيث يتم تناولها ببطء وباستمتاع بعد الشعور بالشبع المريح في نهاية الوجبة، وليس كبديل عن وجبة غذائية لسد الجوع. من المهم اختيار الأنواع الصحية من الحلويات مثل الشوكولاتة 70% كاكاو، القطايف المشوية المحشوة بالجوز أو بالجبن 5% دسم، هريس التفاح، البوظة قليلة الدسم أو حلويات بيتية تحتوي على كمية قليلة من الدهون.
7- لا تبالغ في استهلاك التمر بالمقارنة مع أنواع الفواكه الأخرى، يحتوي التمر على أعلى تركيز من السكر والسعرات الحرارية؛ إذ توفر كل حبة 50 سعرة حرارية. ينصح بعدم تجاوز 3 حصص من الفواكه يوميًّا في شهر رمضان، بما فيها التمر.
8- استبدل الحبوب المقشرة بالحبوب الكاملة الحبوب الكاملة، مثل البرغل، القمح الكامل، الفريكة، الشعير والأرز البني، تحتوي على ألياف غذائية تساعد على الشعور بالشبع.