ما زالت سلطات الاحتلال تكشف عن صورة جديدة لجريمة تعرية المدنيين، واقتيادهم مكبلين ومعصوبي الأعين في شاحنات وعلى أرجلهم من شمال غزة، وما زالت أصداء الجريمة حاضرة، وتتردد في الأرجاء.
وكشف الاحتلال الإسرائيلي عن صورة جديدة لاقتياده مجموعة من الفلسطينيين المدنيين في شاحنة بعد تجريدهم من ملابسهم، وتغطية أعينهم. وتظهر إحدى السيدات في تلك الصورة بعد أن جردوها من حجابها وغطاء رأسها، واقتادوها في الشاحنة نفسها مع الرجال!
وأثارت الواقعة المشينة انتقادات دولية كبرى؛ إذ أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها "إزاء تلك الصور"، مشددة في بيان على أهمية معاملة جميع المعتقلين بإنسانية وكرامة، وفقًا للقانون الإنساني الدولي. فيما أفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بأنه وثق اعتقال صحفيين وأطباء وأكاديميين وكبار سن من مراكز نزوح شمال غزة بعد تعريتهم.
وأضاف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في بيان بأن تل أبيب تعتقل عشرات المدنيين الفلسطينيين من مدارس الأونروا في شمال غزة.
فيما جاء التبرير الإسرائيلي للجريمة ساخرًا؛ إذ قال المتحدث باسم حكومة الاحتلال إيلون ليفي: "إن القوات الإسرائيلية اعتقلت رجالاً في سن الخدمة العسكرية في جباليا والشجاعية، وهي مناطق في شمال غزة، كان من المفترض أن يخليها المدنيون"، على حد تعبيره.
وأدلى أحد المحتجزين الفلسطينيين الذين اقتادوه من منزل شمال غزة بشهادته في تلك الجريمة، وكشف عن اعتقاله برفقة مجموعة من المدنيين من منازلهم، واقتيادهم إلى شاطئ البحر بعد تجريدهم من ملابسهم، وتغطية أعينهم، بحسب ما نقلته تقارير إعلامية.
وأفاد المعتقل بأنهم ظلوا الساعات الأولى من الصباح في العراء والبرد بدون ملابس إلى أن أطلق الاحتلال سراحهم؛ ليعودوا لمنازلهم سيرًا على الأقدام، ويفاجؤوا بتعرُّض منازلهم للسرقة والحرق، على حد قوله.